سرطان الثدي…. هذه هي استراتيجيات الكشف المبكر
مع حلول شهر أكتوبر من كل عام، تنطلق حملات التوعية حول سرطان الثدي في شتى دول العالم بهدف تسليط الضوء على اهمية مكافحة هذا المرض.
يأتي بالترتيب الأول بين أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء عالمياُ، لكن الكشف المبكر بواسطة التصوير الشعاعي للثدي الماموغرام يرفع من نسبة الشفاء كما يزيد من خيارات العلاج وفعاليته.
يعتبر الكشف المبكر من أهم الخطوات التي تساعد على علاج سرطان الثدي، حيث يمكن أن تصل نسبة الشفاء إلى 100% في بعض الحالات؛ الهدف من تشخيص سرطان الثدي بمراحل المرض المبكرة هو تحسين نوعية حياة المريضة وزيادة معدل الشفاء وخفض معدل الوفيات.
استراتيجيات مكافحة سرطان الثدي
تعتمد استراتيجيات مكافحة سرطان الثدي بالدرجة الاولى على تفعيل اجراءات الكشف المبكر وتوعية المجتمع حول اهمية هذه الخطوة وكسر حاجز الخجل لأن الاحصاءات أثبتت امكانية نجاة المرأة من براثن المرض كلما تم الكشف مبكراً؛ فالكشف المبكر والعلاجات الحديثة والمتطورة كان لها الدور الفاعل في انقاذ حياة الكثير من المريضات.
نمط حياة صحي
من الخطوات المتبعة على صعيد مكافحة سرطان الثدي والسرطانات عموماً حث النساء على انتهاج حياة صحية وذلك بهدف الحد من خطورة العوامل القابلة للتغير والمتعلقة بنمط الحياة عبر اتباع استراتيجية فعالة في مجال الوقاية المتكاملة من الأمراض غير السارية وذلك بتعزيز النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني والتخلص من الوزن الزائد والسمنة وكل هذه من الأمور التي يمكنها الإسهام في الحدّ من معدلات وقوع سرطان الثدي على المدى البعيد.
على الرغم من إمكانية إسهام الاستراتيجيات الوقائية في الحدّ من بعض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، فإنّ تلك الاستراتيجيات لا تمكّن من التخلّص من معظم حالات سرطان الثدي التي تظهر، وبناء عليه فإنّ الكشف المبكّر من أجل تحسين مخاطر سرطان الثدي وتحسين معدلاته يظلّ حجر الزاوية لمكافحة هذا المرض.
الفحص الذاتي والفحص السريري
اولى خطوات الكشف المبكر تكمن في فحص الثدي الذاتي الذي يجب ان تقوم به كل امرأة في وقت محدد كل شهر ويُفضّل ان يكون بعد انتهاء الدورة الشهرية، ومن ثم فحص الثدي بالطرق السريرية لدى الطبيب النسائي في زيارة دورية تتم كل عام. هذه الخطوات تدخل ضمن برامج الوقاية التي تركّز عليها حملات التوعية لأنها من اهم استراتيجيات مكافحة المرض.
تصوير الثدي
أثبت تصوير الثدي الشعاعي فعالية عالية في الكشف المبكر عن المرض لاسيما مع تطور أجهزة التصوير الطبي.
- الماموغرام ثلاثي الأبعاد حسّن نوعية الصورة ورفع من دقة التشخيص، مع إمكانية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث جعلت هذه التقنية الحديثة طبيب الأشعة يقرأ صورة الثدي كأنه يقرأ كتابًا صفحةً بصفحة، ومن ثَمّ زادت دقة التشخيص والكشف المبكر عن سرطان الثدي، وخفّت معاناة المريضة من ناحية الشك بالتشخيص وإعادة الصورة أو طلب صورة مكبرة لتوضيح المنطقة المشكوك بها.
يجب أن تتلقى النساء في عمر 40 سنة فأكثر فحص الماموغرام سنوياً، والاستمرار على ذلك طالما كن في حال صحية جيدة، والدراسات الحديثة تعكس مدى الفائدة الحقيقية التي تشعر بها النساء تجاه هذه التقنية لإدراكهن أهميتها في الكشف المبكر، رغم وجود بعض الانزعاج منها أثناء الفحص حيث يتم الضغط على الثدي لمدة تصل الى 15 دقيقة لإجراء التصوير الإشعاعي حيث تؤخذ صورتين لكل ثدي إحداهما موجّهة للثدي من الأعلى إلى الأسفل والأخرى من الجنب إلى الجنب الآخر.
- التصوير بواسطة الموجات فوق الصوتية الـUltrasound Breast تأتي بعد الماموغرام لتساعد على إيضاح الصورة الشعاعية الماموغرام والتركيز على إطار الورم وما يحيط به او الخلية المشتبه بأن تكون سرطانية، فتساعد هذه التقنية في إظهار المحتوى الصحيح بدقة اكبر.
تستعمل الموجات فوق الصوتية كوسيلة مساعدة للماموغرام بالإضافة الى فائدتها في التمييز بين الكتل الصلبة والأكياس وهو أمر هام جداً ولا يمكن معرفته بالكشف السريري او بالماموغرام. وأهميته تأتي من أن الاكياس غالبا ما تكون حميدة أما الكتلة الصلبة يمكن أن تكون حميدة أو خبيثة.
هذه التقنية المتطورة باتت معتمدة للحصول على تشخيص عالي الدقة او لأخذ خزعة خاصة في الحالات التي يكون فيها الورم لا يزال صغيرا وغير واضح ولا يمكن الشعور به بواسطة اللمس أي خلال الفحص الذاتي للثدي، فيتم تصويب إبرة رفيعة أو إبرة الخزعة نحو الورم لكي يتم سحب الماء أو سحب الخلايا النسيجية بشكل دقيق.
- التصوير بواسطة الرنين المغناطيسي (MRI) يُطلب من المريضة بحسب تطور الحالة وبحسب النتائج التي حصل عليها من الماموغرام والتصوير بواسطة الموجات فوق الصوتية؛ هذا النوع من التصوير الطبي يستلزم استخدام جهاز استقبال خاص، مع حقنة من مادة خاصة لتوضيح التباين (بين المواقع المصورة)، بهدف تصوير الثديين فقط، وتعتبر هذه التقنية وسيلة مهمة لرصد سرطان الثدي المنتشر.
هذا النوع من التصوير للثديين ليس بديلاً عن تصوير الثدي بالأشعة التي تعتبر الخطوة الأولى نحو اكتشاف المرض ليأتي بعد ذلك دور التصوير بواسطة الرنين المغناطيسي
للتعرف على ماهية الورم وحجمه ونوعه وغيرها من التفاصيل، بالإضافة الى امكانية العثور على أورام إضافية أخرى أو البت بعدم وجودها. وبهذا، يمكن لهذه الوسيلة أن تساعد في اتخاذ قرار بشأن إجراء عملية جراحية محدودة على الثدي أو إجراء جراحة لاستئصاله.