مبادرة “ود” العالمية تعقد ورشة ختامية لتوحيد جهود الخبراء العالميين في دعم أفضل النتائج لتمكين تنمية الطفولة المبكرة
عقدت المبادرة العالمية لتنمية الطفولة المبكرة “ود” ورشة ختامية مع نهاية العام الماضي 2021، بهدف مراجعة المخرجات الاستراتيجية التي تم التوصل إليها على مدى الأشهر التسعة الماضية، والتي صممت لحل التحديات في قطاع الطفولة المبكرة في أبوظبي، ولها تأثير إيجابي على تعزيز النمو المبكر للأطفال، واستمرت الورشة التي عقدت في قلب المنطقة الثقافية بأبوظبي في منارة السعديات، لمدة يومين.
شارك في الورشة مجموعات الابتكار المعرفي (BWGs)، وهي أربع مجموعات متعددة التخصصات، مكونة من المؤثرين السياسيين الرواد على مستوى العالم، والأكاديميين والممارسين المتخصصين والمبتكرين وقادة القطاع الخاص والمحسنين والمستفيدين، حيث تركّز كل مجموعة على موضوع مختلف: التكنولوجيا الإنسانية من أجل الأطفال، وأسلوب حياة القرن الحادي والعشرين، والتفاعل الاجتماعي، والرفاه العاطفي.
وقد استعرضت المجموعات الأربع التحديات الأكثر إلحاحاً التي تم تحديدها في التنمية المبكرة للأطفال، وما توصلت إليه هذه المجموعات من مخرجات مبتكرة، مع الإدارة العليا لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة والشركاء الاستراتيجيين وصنّاع السياسات، من بينهم شركة مبادلة، المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي، ديوان ولي العهد، المكتب التنفيذي لإمارة أبوظبي، دائرة تنمية المجتمع ، مركز الإحصاء في أبوظبي، هيئة أبوظبي الرقمية، دائرة الصحة – أبوظبي، دائرة التعليم والمعرفة، المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، دائرة القضاء بأبوظبي، وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وتتضمن المخرجات التي سيتم دعمها في أبوظبي مبادرات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، مرتبطة بالمحاور الأربعة المذكورة سابقاً، وهي نتاج أكثر من 110 جلسات نفذتها مجموعات الابتكار المعرفي، وأربعة أيام تجريبية، تضمّنت أفضل الممارسات في هذا المجال، واجتماعات المستشارين الفنيين، عبر 35 جلسة لمجموعات الابتكار المعرفي، و60 مقابلة رسمية مع الأطراف المعنية، و10 جلسات لنقل المعرفة، بالإضافة إلى بحث نوعي محلي تم إجراؤه مع مجموعات الجمهور الرئيسة في أبوظبي، بمن في ذلك أولياء الأمور والمعلمون.
وانطلاقاً من الحاجة إلى فهم عميق لتأثير التكنولوجيا على الطفولة المبكرة، يأتي موضوع “التكنولوجيا الإنسانية من أجل الأطفال“، حيث وجدت دراسة مقارنة لمسح أجرته هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في سبتمبر 2020، ومسح ثانٍ أجري في أبريل 2021 للمجموعة السكانية نفسها –أولياء أمور الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و8 سنوات في أبوظبي– أن متوسط الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات ازداد من ساعتين إلى ثلاث ساعات في اليوم، وهذا يتجاوز إرشادات منظمة الصحة العالمية، التي توصي بتحديد وقت الشاشة بما لا يزيد عن ساعة في اليوم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات، إذ غالباً ما يكون وقت الشاشة خاملاً، ما يعني أن الأطفال يقضون وقتاً أقل في ممارسة الأنشطة البدنية أو التفاعل مع الآخرين أو اللعب، وهو أمر ضروري لنموهم الأمثل.
في هذا الإطار قال قائد هذه المجموعة الدكتور مايكل ريتش، طبيب الأطفال والباحث في كلية الطب بجامعة هارفارد: “غالباً ما يكون لدينا –كمجتمع– طرق عفا عليها الزمن لإدراك التكنولوجيا، تتلخص بأن هناك وقتاً جيداً وآخرَ سيئاً أمام الشاشة، لكن بشكل عام، يكون وقت الشاشة أقل جودة من الوقت الفعلي، ومع ذلك، نحن بحاجة إلى التمهّل وفهم أن هذه ليست مشكلة مزدوجة، فالتكنولوجيا موجودة لتبقى، وسيتنقل أطفالنا بسلاسة بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي. لذلك فإنّ ما يتعين علينا القيام به هو مساعدتهم على تعلّم كيفية التكيّف في هذه البيئة وتعزيز قدرتهم على اختيار ما هو مناسب لهم“.
وأضاف الدكتور ريتش: “من خلال التركيز على التكنولوجيا الإنسانية للأطفال، نريد تهيئة الأطفال، الذين سيديرون عالمنا مستقبلاً، ليصبحوا أكثر مرونة، وتمكينهم أثناء نموّهم من الطفولة إلى المراهقة إلى البلوغ، لاستخدام العالم الرقمي بشكل فعال في مصلحتهم، وتزويدهم بالوعي لمعرفة متى يضرّهم أو يعيقهم“.
وقد اقترحت مجموعة الابتكار المعرفي المعنية بموضوع “التكنولوجيا الإنسانية من أجل الأطفال” العديد من المخرجات بما في ذلك إطلاق مسح سنوي لفهم ومراقبة استخدام التكنولوجيا بين الأطفال من قبل أولياء الأمور ومقدمي الرعاية، واستخدام النتائج لتصميم برامج فعالة، بالإضافة إلى تطوير مبادئ التصميم التقني، وابتكار إطار عمل وإرشادات تمكن شركات التكنولوجيا وصنّاع المحتوى من إنتاج محتوى يركز على الأطفال من خلال تضمين أصوات الأطفال في منتجاتهم.
وافتتحت سعادة سناء محمد سهيل، المدير العام لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة (ECA) الورشة بالترحيب بالرؤساء المشاركين لمبادرة “ود” العالمية، سعادة عمر غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية الرئيس المشارك لمجموعات الابتكار المعرفي، وسيسيليا فاكا جونز، المدير التنفيذي لمؤسسة برنارد فان لير، رئيسة مجموعات الابتكار المعرفي، ودومينيك ريتشاردسون، الخبير العالمي في رفاهية الأطفال، والدكتور مايكل ريتش، طبيب الأطفال والباحث في كلية الطب بجامعة هارفارد، ودالدكتور حسام التتري، طبيب الأطفال ذو الخبرة الواسعة في الإمارات، وسهى الحسن، خبيرة تنمية الطفولة المبكرة في الشرق الأوسط والمؤسس الرئيس لكلية الملكة رانيا للطفولة في الأردن.
وقالت سعادة سناء محمد سهيل: “تمّ هذا العام تكليف مجموعات الابتكار المعرفي بتحديد أنواع التحديات، واقتراح الحلول المناسبة والمستندة إلى أسس علمية ومعايير عالمية، وتطوير برامج التنفيذ التي يركز كل منها على واحد من الموضوعات الرئيسة الأربعة والمتمثلة في التكنولوجيا الإنسانية من أجل الأطفال، وأسلوب حياة القرن الحادي والعشرين، والرفاه العاطفي والتفاعل الاجتماعي. وقد جمعت الورشة التي استمرت ليومين عقولاً مذهلة، حيث نجحنا في التعلم وتبادل الخبرات ومخرجات فرقنا الاستثنائية“.
وأضافت سعادتها: “رغم أنّ مبادرة “ود” العالمية انطلقت من أبوظبي، إلّا أنها تستهدف جميع أطفال العالم، فنحن نسعى بجدّ إلى تعزيز جهودنا عالمياً لتحقيق ابتكار فعّال في تنمية الطفولة المبكرة وإعداد أطفالنا بشكل أفضل للمستقبل“.
وقدّمت الورشة طرقاً مختلفة لمعالجة التحديات ذات الأولوية لمبادرة “ود” العالمية، بما في ذلك تطوير بيانات موثوقة تتمحور حول أبوظبي، وتنفيذ مبادرات مؤثرة لصالح الأطفال والوالدين والمعلمين والأطراف الأخرى المعنية، وتعزيز وتوسيع جهود المبادرة من خلال الشراكات العامة والخاصة.
ومن جانبها قالت سيسيليا فاكا جونز: “لقد كانت ورشة ورشة منتجة للغاية، وأصبحنا بفضلها أكثر استعداداً وجاهزية لتحسين واقع الأطفال، عبر تطوير نهج شامل تجاه تنمية الطفولة. إننا في وضع متميز لترسيخ مكانة أبوظبي كعاصمة عالمية صديقة للأطفال، ولدينا فرصة رائعة لتحقيق التغيير من خلال إعداد الأجيال القادمة. نحن ملتزمون باستخدام معرفة وخبرة فريقنا المتنامي لدفع الابتكار ومساعدة أطفالنا على النمو بصحة أفضل وأكثر ذكاءً وتمكيناً من أي وقت مضى. فالمستقبل يعتمد عليهم“.
وقد استضافت الورشة شخصيات من الإدارة العليا في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة وعدداً من الشركاء الاستراتيجيين بما في ذلك مكتب أبوظبي التنفيذي، ودائرة الصحة في أبوظبي، ودائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، ومركز الإحصاء في أبوظبي، وهيئة أبوظبي الرقمية، وديوان ولي العهد، و(مبادلة) الشريك في الرؤية لمبادرة “ود“، والمكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي.
يذكر أنّ الورش المنضوية تحت مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة تُمكِّن أعضاء مجموعات الابتكار المعرفي والشركاء والإدارة العليا لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، من مواءمة وتحديد المخرجات ذات الأولوية قبل المنتدى الرئيس للمبادرة الذي سيعقد خلال الربع الأول من العام الجاري 2022، والذي سيركز على أفضل الحلول القابلة للتبنّي والتنفيذ لمواجهة تحديات تنمية الطفولة المبكرة على المستويين المحلي والعالمي.
تجدر الإشارة إلى أنّ مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة تمّ إطلاقها في وقت سابق من هذا العام برعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، بهدف تحفيز الابتكار في قطاع تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي من خلال مجموعات الابتكار المعرفي ومجموعة من البرامج والمبادرات المختلفة لتحقيق رؤية هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة وهي أن يتمتع كل طفل صغير بالصحة والعافية ويتحلى بالثقة بالنفس، وأن يكون محباً للاطلاع وقادراً على التعلم وتنمية قيم راسخة في بيئة آمنة وداعمة للأسرة في أبوظبي.