ما هي أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارا؟
تكثر الشكوى في أيامنا هذه من القولون العصبي المرتبط ارتباطا وثيقا بضغوط الحياة اليومية وما ينتج عنها من توتر وقلق، فتبدأ معاناة المريض ويصاب بداء القولون العصبي وتجده يشعر بأعراض تدل على وجود مشكلة ما في جهازه الهضمي في وقت تظهر فيه الفحوصات والتشخيص السريري عدم وجود ما يستدعي القلق.
متلازمة القولون العصبي تعتبر اليوم أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارا، اذ تعتبر هذه الحالة عبارة عن اضطراب في الجهاز الهضمي يؤدي الى خلل في وظيفة القولون من دون وجود خلل عضوي واضح، ويصنف كحالة مرضية مزمنة تشخص سريريا بعد استبعاد الأسباب العضوية الأخرى للأعراض.
وفي تفسير ذلك، فان القولون يعتبر من الأعضاء المهمة في الجهاز الهضمي وهو شديد الحساسية للضغوط النفسية الى جانب تأثره بنوعية الغذاء من حيث الإفراط في تناول الغذاء وعدم تنظيم أوقات الوجبات الرئيسية وإهمال وجبة الإفطار وجعل وجبة العشاء وجبة رئيسية، وتناول الوجبات الدسمة في أوقات غير مناسبة كلها عوامل تؤثر على هذا العضو فيختل عمله ويصاب المريض بمتلازمة القولون العصبي.
مريض القولون العصبي يشعر بانتفاخ وغازات، الى جانب سماعه بعض الأصوات الصادرة من البطن؛ كما تكثر الشكوى من الإصابة بالإمساك او الإسهال بعد الطعام. ولعل أكثر ما يزعج مرضى القولون العصبي هو الشعور الدائم الى الحاجة للدخول الى الحمام مرات عدة لأنه يشعر بضرورة استكمال الإخراج. آلام البطن المزمنة والمغص الشديد من ابرز أعراض القولون العصبي التي سرعان ما تزول بعد الذهاب الى الحمام. هذه الأعراض والآلام التي يشعر بها مريض القولون العصبي يمكن ان تقوده الى الشعور بالكآبة والقلق الشديد لأنه دائما منزعج ومتألم.
أولى خطوات العلاج تقضي بتغيير العادات الغذائية السيئة رغم عدم وجود حمية غذائية واضحة الا انه ينبغي على كل مريض ان يراقب ما يؤذيه من الأطعمة ويتجنبه.
اما العلاج الدوائي، فيعتمد على علاج الأعراض مثل الانتفاخ والآلام البطن وأدوية مساعدة على الهضم، بالإضافة إلى أدوية تؤخذ عند حدوث نوبات الإصابة بالإمساك. اما المرضى الذين يعانون من الانفعالات الزائدة من دون القدرة على التحكم بذلك، يلجأ الطبيب الى وصف بعض أنواع الأدوية المهدئة.