رمضان

حمد الطبية تحذر من التعرض المباشر للشمس والحرارة خلال الصيام

حذّر الدكتور مؤيد قاسم خالد، استشاري أول ورئيس قسم الطب الباطني ونائب المدير الطبي بمستشفى حزم مبيريك العام بمؤسسة حمد الطبية، من التعرض المباشر لأشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة أثناء الصوم والتي تسبب الإصابة بما يسمى “ضربة الشمس”.

ونوّه بأن درجات الحرارة المرتفعة خلال نهار رمضان قد تزيد من التعرض لبعض المشاكل الصحية وخاصة الناتجة من نقص المياه والأملاح في الجسم.

وقال الدكتور مؤيد: “تأتي ضربة الشمس كنتيجة التعرض المطول لأشعة الشمس أو الحرارة المرتفعة، حيث يفقد الجسم القدرة على إخراج الحرارة، ويسبب بقاؤها في الداخل ضرراً على الأعضاء الحيوية في حالات قليلة، وفي حالات أخرى تؤدي الى آلام حادة في الرأس مع فقدان الجسم السوائل ما يسبب آلاماً عضلية وإرهاقاً وعصبية شديدة، إضافة إلى الغثيان والقيء، واحمرار وتوهج الجلد، وزيادة سرعة التنفس، وتسارع ضربات القلب، وصعوبة التكلم وعدم فهم ما يقوله الآخرون”.

وأضاف: “إن العمال الذين يعملون في الأماكن المفتوحة هم أكثر الفئات تضرراً من حرارة الشمس خاصة أثناء الصيام، لكن المعايير الصارمة التي تمنع العمال من العمل خلال الساعات التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير أدت إلى عدم زيادة أعداد المصابين بضربات الشمس، ما يؤكد على نجاح حملات التوعية التي تهدف إلى الحفاظ على صحة الجميع”.

ويحذر الدكتور مؤيد من عدم تناول السوائل بكميات كافية خلال فترات الافطار، مما يقلل من قدرة الجسم على التكيف مع التغيرات في درجة الحرارة، ويضيف: إن الصيام يمنع من شرب الماء لترطيب الجسم، لذا يجب تناول السوائل بكميات كافية خلال فترات الإفطار، ويجب ملاحظة أن القدرة على التعامل مع الحرارة الشديدة تعتمد على قوة الجهاز العصبي المركزي، وتقل هذه القدرة لدى الأطفال وكبار السن فوق 65 عاما فهذه الفئات العمرية عادة ما يكون لديها صعوبة في الحفاظ على الرطوبة، ما يزيد أيضاً من خطر الإصابة لديهم بضربة الشمس.

يعتمد علاج ضربة الشمس على نقل المصاب لمكان أقل حرارة قدر المستطاع وخفض حرارة المصاب حتى تعود لوضعها الطبيعي، وإذا كان المصاب في وعيه فيجب إعطاءه ماءً أو مشروباً مثلجاً لرشفه أو شربه، مع ضرورة تجنّب المشروبات الساخنة أو المنبهة. أما إذا كان فاقداً للوعي فيجب أن يرش على جسمه ماءً بارداً أو يتم مسح جسمه بقطن به ماء بارد، ثم عرض الجسم لمروحة أو تيار هواء حتى يتبخر الماء بسرعة، وبذلك يتم الحفاظ على صحة الدماغ ووظائف الجسم الحيوية.

وأضاف د. مؤيد قائلاً: “يؤدي الحر الشديد الى التعرق وخسارة السوائل، وارتفاع درجة الحرارة التي تفوق قدرة الجسم على التبريد فيحدث خلل في مراكز تنظيم الحرارة ما يؤدي إلى عدم القدرة على التخلص من الحرارة فتحدث ضربة الشمس”. ويجب الإنتباه إلى أن ساعات الصوم الطويلة تدفع بالصائم إلى الإقبال على تناول الطعام الدسم دون التركيز على الأطعمة التي تحتوي سوائل وأملاح كالخضار والفواكه، بالتالي تتباطأ عملية الهضم وتصيب الصائم بكسل ونعاس شديدين يعطلان تناوله السوائل وتحرمه حاجاته لأنواع الطعام الأخرى التي تساعد في تسهيل عملية الهضم.

حالات الصداع

وأوضح الدكتور مؤيد أن آلام الرأس تواكب عموماً الأيام الأولى للصوم، إذ يشكل الصداع عارضاً أولياً لدى عدد من الصائمين، خصوصاً في الفترة الأولى من رمضان، نتيجة التغيير السريع الذي يحصل في العادات الغذائية والتخفيف من استهلاك السوائل. كما أن انخفاض استهلاك السوائل يؤدي الى آلام في العضلات والإرهاق والتعب ما يزيد من مخاطر حدوث الصداع وآلام الرأس. ويجب ألا نغفل هنا أن عدم تناول فنجان القهوة الصباحي أو طعام الفطور عند البعض قد يساهم في زيادة الألم. كذلك يساهم الاضطراب في النوم والقيام للمشاركة في السحور ثم العودة إلى النوم في حدوث أوجاع الرأس، خصوصاً في الفترات الأولى للصوم، لكن بحكم عادة الصوم ستنحسر حدة ألم الرأس مع مرور الوقت، والأمر الآخر هو أنه بالإمكان تفادي المشكلة قليلاً، وذلك بالانتباه إلى ضرورة استهلاك كمية كبيرة من السوائل، أي بحدود 3 ليترات من السوائل موزعة على فترات ساعات الافطار والسحور وما بينهما. ولا بد من الاعتدال في ساعات النوم وفي كمية الطعام المستهلكة من الإفطار إلى السحور.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى