إحذروا التناول العشوائي للمضادات الحيوية في فصل الشتاء
عند الشعور بأعراض الانفلونزا ونزلات البرد وغيرها من امراض الشتاء، فان اول ما نقوم به هو تناول المضادات الحيوية على اعتبار انها الحل الامثل والأسرع للقضاء على الفيروسات، من دون الادراك ما لذلك من عواقب وخيمة على الصحة. ان أول ما يحذر منه الاطباء هو التناول العشوائي للمضادات الحيوية لأسباب عدة.
لابد اولا من التأكيد على ان الطبيب وحده هو من يحدد حاجة المريض الى تناول نوع من انواع المضادات الحيوية، بعد ان يقوم بالتشخيص السريري للمريض والاستماع الى شكواه التي وعلى ضوئها يحدد آلية العلاج المناسبة.
اما أضرار التناول العشوائي للمضادات الحيوية فهي كثيرة؛ اولى هذه الاضرار هي القضاء على البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهي تلك البكتيريا التي تحمي الامعاء من الاصابات الجرثومية والبكتيرية الضارة. مع فقدان هذه البكتيريا، تسهل اصابة الامعاء بهجمات بكتيرية تولّد عدوى جديدة قد يكون من الصعب علاجها ما لم يتم تعويض البكتيريا النافعة التي فقدها الجسم.
أضرار التناول العشوائي للمضادات الحيوية قد يؤدي الى عبور الحاجز المشيمي والوصول إلى الجنين مخلّفة آثارا جانبية عليه لاسيما في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وكذلك بعض المضادات قد تؤثر على الرضيع من خلال لبن الأم.
البعض قد يعاني من الاسهال والقيء مع طفح جلدي وهرش. الا ان الاخطر من ذلك، فان سوء استعمال المضاد الحيوي قد يؤدي الى اكتساب البكتيريا مناعة ضد هذا الدواء فلا يشفى المريض بل تزداد حالته سوءا.
من هنا، فان ليس كل انواع الانفلونزا او نزلات البرد، او غيرها من امراض الشتاء، بحاجة الى مضاد حيوي؛ يكفي في بعض الاحيان تناول بعض الادوية التي تؤخذ على شكل “مص” وتعمل كملينات للبلعوم، ومع اخذ قسط من الراحة واللجوء الى المشروبات الساخنة، فبالتأكيد سوف يشعر المريض بالتحسن؛ أما الحالات المتطورة فينبغي اللجوء الى الطبيب لمعرفة مدى الحاجة الى المضاد الحيوي مع تحديد العيار والفترة الزمنية اللازمة.