المرارة… متى تفقد قدرتها على العمل؟
تفقد قدرتها على العمل عند الإصابة بالتهاب بسبب الحصوات التي تسد الأنبوب المؤدّي إلى الخارج فيتسبب في تراكم العصارة الصفراوية.
يمكن أن يكون إلتهاب المرارة حادًا أو مزمنًا وينتج الالتهاب المزمن عن العديد من نوبات التهاب المرارة الحاد. للأسف، يمكن أن يؤدي الإلتهاب في النهاية إلى إتلاف المرارة وفقدانها القدرة على العمل بشكل صحيح.
الأسباب
يعود السبب الأساسي لالتهاب المرارة إلى هجمات متكررة حادة ومفاجئة بسبب وجود حصوات في المرارة. تسبب هذه الهجمات ازدياد ثخانة جدران المرارة، ومع مرور الوقت تبدأ المرارة بالانكماش وتصبح أقلَّ قدرةً على تخزين العصارة الصفراوية وتحريرها.
من أسباب التهاب المرارة انخفاض تدفق الدم إليها، وجود أورام في الكبد أو البنكرياس، أو تندب القنوات الصفراوية بسبب الحصوات ما يؤدي إلى الإنسداد.
وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى الإلتهاب في المرارة الحاد غير الناجم عن حصوات المرارة، من بينها الخضوع لجراحة عامة، التعرض من قبل لمرض خطير أو عدوى، التغذية الوريدية طويلة المدى، الصيام، وضعف جهاز المناعة.
أنواع التهاب المرارة
إلتهاب المرارة الحادّ ينقسم إلى نوعين رئيسيّين هما إلتهاب المرارة الحَصَوي وإلتهاب المرارة غير الحَصَوي.
النوع الأول هو النمطُ الأكثر شيوعاً، والأقل خطورةً عادةً، يحدث عندما تُسد الفتحة الرئيسيَّة للمرارة بحصاة مراريَّة أو بمادَّة تسمى الكُدارة الصَّفراوِيَّة وهي مزيجٌ من العصارة الصَّفراء، التي ينتجها الكبد وتساعد على هضم الدُّهون، وبِلَّورات صغيرة من الكوليسترول والأملاح. مع الوقت، يؤدي انسداد القناة المراريَّة إلى تراكم العصارة الصفراء في المرارة، فيزيد من الضغط داخلها، ويؤدِّي إلى التهابها.
النوع الثاني هو إلتهاب المرارة اللاحَصَوي وهو الأقل شيوعاً لكنَّه أكثر خطورةً. وهو يحصل نتيجة مرض خطير أو عدوى. غالباً ما يترافق التهابُ المرارة اللاحَصَوي مع مشاكل أخرى.
من السهل الخلط بين أعراض التهاب المرارة وأعراض بعض الحالات الأخرى، إلا أن أعراض المرارة غالباً ما تحدث بعد تناول وجبة دسمة أو كبيرة.
أبرز أعراض إلتهاب المرارة:
- الغثيان والقيء.
- إصفرار الجلد والعينين.
- الإسهال.
- إنتفاخ البطن.
- فقدان الشهية.
- الحُمى.
- ألم حاد ومفاجئ في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
- ألم يشتد مع التنفس العميق، ويمتد إلى الظهر أو أسفل الكتف الأيمن.
العلاج
يعتمد العلاج على الحالة ومدى تقدّمها، فتكون الجراحة هي الحل في حال كان معدل تكرار الإلتهاب المرتبط بحصوات المرارة متكرراً. عندها، يتم استئصال المرارة من خلال جراحة البطن المفتوح أو تنظير البطن.
تجدر الإشارة إلى أن الإستئصال الجراحي للمرارة لا يؤثر عادةً على الصحة العامة للشخص، ولكن قد يعاني البعض من نوبات إسهال أكثر تكرارًا.
بعد الجراحة، من الضروري إجراء تعديلات على الحمية الغذائية من أجل المساعدة على إعادة إنتاج العصارة الصفراوية كما في السابق، وذلك من خلال تناول وجبات صغيرة وبشكل متكرر.
يحتاج بعض المرضى للعلاج بالأدوية لإذابة حصوات المرارة، أو أدوية لمنع تكوّن حصوات المرارة بالإضافة إلى المضادات الحيوية لمكافحة العدوى والمُسكنات من أجل السيطرة على الألم.
المريض بعد عملية الإستئصال قادر على العيش حياة طبيعية، غير أن العصارة الصفراوية تصبح أقل تركيزاً فيصبح المرء أكثر عرضة للإصابة بالإسهال. يمكن التحكم بذلك من خلال تناول وجبات قليلة السعرات الحرارية وغنية بالألياف تقلل من إنبعاث العصارة الصفراء.