خبيرة من كليفلاند كلينك تكشف عن سبع طرق للإقلاع عن التدخين
سواء لأسباب صحية أو لاقتراب شهر رمضان المبارك
تقول احدى الخبراء إن بالإمكان الإقلاع عن التدخين في أي وقت، وأن أي وقت يختاره المدخن لترك هذه العادة السيئة يُعتبر وقتًا مناسبًا، إلاّ أن تفشي جائحة كورونا وحلول الصحة العامة في دائرة الضوء خلال هذه الأزمة يشدّد على أهمية المسارعة الآن إلى الإقلاع عن التدخين. كذلك، فإن شهر رمضان المبارك يحلّ بعد نحو أسبوعين، يُعتبر وقت مثالي للإقلاع عن التدخين، نظرًا لأن على الصائمين تجنبه والامتناع عنه خلال ساعات النهار.
وتؤكّد خبيرة طبّ الرئة من منظومة الرعاية الصحية العالمية، كليفلاند كلينك، وجود طرق عديدة لإقلاع المدخنين عن التدخين، وأن وقت الإقلاع عن هذه العادة لا يُعدّ مبكرًا أبدًا.
وقالت الدكتورة نيها سولانكي طبيبة الرئة في كليفلاند كلينك، “أن الإقلاع عن التدخين بمثابة رحلة، وأن الجميع قد قطع شوطًا ما في رحلته نحو ترك التدخين، مشيرة إلى أن بإمكان البعض التخلّص من هذه العادة من المحاولة الأولى، في حين يكافح آخرون جاهدين للتخلص منها. وحتى إذا أقلع المرء عن التدخين وعاد إليه، فمن المهم أن يستمر في المحاولة.”
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يؤدي تعاطي التبغ إلى وفاة أكثر من 7 ملايين شخص كل عام، فيما يُتوفّى نحو 1.2 مليون شخص جرّاء التدخين السلبي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب التدخين الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وغيرها من العواقب السلبية الأخرى.
وتعرض الدكتورة سولانكي سبع طرق لتقليل الرغبة الشديدة في التدخين والمساعدة في الإقلاع عنه، كما تشير إلى المنافع الصحية التي يمكن أن يتوقعها المرء عند إقلاعه عن التدخين.
1. الإقلاع المفاجئ
تقول الدكتورة سولانكي إن الدراسات تظهر أن النتائج ستكون نفسها في حال الإقلاع التدريجي عن التدخين أو التوقف فجأة عنه. وأشارت إلى أن الإقلاع المفاجئ يُعدّ “السبيل الوحيد لدى البعض لترك التدخين”، مضيفة أن الآخرين قد يرون هذه الطريقة صعبة للغاية، نظرًا لصعوبة كسر طقوس التدخين. وتوصي الأشخاص بتحديد “موعد للإقلاع عن التدخين نهائيًا” ثم معرفة ما إذا كان بإمكانهم فعل هذا بحلول يوم الموعد. ويمكنهم إذا لم ينجحوا تجربة طريقة أخرى مثل العلاج ببدائل النيكوتين.
2. استخدام العلاج ببدائل النيكوتين
تقترح الدكتورة تجربة الطرق التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل لصقات النيكوتين أو أقراص المصّ أو العلكة. كما يمكن للطبيب أن يصف للمدخن مستحضرات النيكوتين الذي يأتي في شكل رذاذ أنفي أو جهاز استنشاق، أو وصف أدوية غير محتوية على النيكوتين. وتقول إن المدخنين غالبًا ما يبدأون العلاج ببديل النيكوتين، إذ تحلّ لصقات النيكوتين، مثلًا، محلّ النيكوتين الموجود في السجائر وتساعد في تخفيف الرغبة بالتدخين. وبمرور الوقت، تنخفض بالتدريج كمية النيكوتين في اللصقات.
3. تغيير العادات اليومية
تقول الخبيرة الطبية إن على المدخن التفكير أيضًا في تغيير عاداته الأخرى التي تلعب دورًا في تسهيل التدخين، داعية الذين يدخنون سيجارة مع قهوة الصباح أو في استراحة العمل بعد الظهر، إلى إعادة التفكير فيما يفعلونه خلال تلك الأوقات، والتساؤل عما إذا كان بإمكانهم أن يستبدلوا بالتدخين شيئًا آخر. وتقول إن السكاكر الصلبة أو قطع الجزر أو المصاصات يمكن أن تساعد في “إشغال فم المدخن” بوضع شيء آخر فيه غير السيجارة.
4. الحركة
تؤكّد الدكتورة نيها سولانكي أن ممارسة التمارين الرياضية تساعد على الشعور بالتحسن، حتى وإن اقتصرت على المشي في الحيّ السكني، وذلك للحدّ من الرغبة في التدخين. وتضيف: “عند ممارسة الرياضة، يفرز جسمك الإندورفين ويبدأ دمك في التدفق، وهو أمر رائع يمكن أن تفعله لتشتيت انتباهك عن التدخين عند شعورك برغبة ملحّة فيه، فممارسة الرياضة تُعدّ علاجًا جيدًا للتدخين”.
5. الاسترخاء
تشير طبيبة الرئة إلى أن كثيرًا من المدخنين يمارسون هذه العادة للمساعدة في تهدئة القلق والتوتر، موضحة بأن تجربة أساليب الاسترخاء، كاليوجا أو التنفس العميق أو التأمل، يمكن أن تعزّز استجابة الجهاز العصبي الودّي، الأمر الذي يساعد في تخفيف القلق، ويزيد من مستوى التركيز والقدرة على التزام الهدوء.
6. التخلص من كل ما يذكِّر بالتدخين
تحثّ الدكتورة المدخنين على التخلص من منافض السجائر والولاعات والأشياء الأخرى التي تستخدم في التدخين، وتقول إن التخلّص من هذه الأشياء “يصعّب عليك تناول سيجارة، وقد يكون من المفيد أيضًا تنظيف المنزل والسيارة للتخلص من رائحة الدخان”.
7. الحصول على الدعم
تقترح الدكتورة سولانكي على المدخنين مناقشة خططهم للإقلاع عن التدخين مع أفراد العائلة والأصدقاء الذين يمكنهم المساعدة في اتخاذ هذه الخطوة، وتقول: “تحدث معهم حول ما تشعر به، والصعوبات التي تواجهها وكن صريحًا بشأن عدد السجائر تدخنها في اليوم، وبدلًا من ذلك، تُقدّم المنظومات الصحية، مثل كليفلاند كلينك، برامج للإقلاع عن التدخين متاحة عبر الإنترنت وبالحضور الشخصي، والتي يمكن أن تتيح الدعم الكامل للمرضى”.
ما المتوقع بعد التوقف عن التدخين
تحذّر الدكتورة سولانكي المدخنين من صعوبة التعامل في البداية مع الرغبة الشديدة في التدخين وأنهم قد يعانون أعراض الانسحاب خلال الأيام القليلة الأولى، بما فيها تقلبات المزاج والصداع نظرًا لاعتياد الجسم على عدم وجود النيكوتين. وتقول: “قد تعاني أعراض الانسحاب هذه لبضعة أيام أو لأسبوعين، فالأمر يختلف بين شخص وآخر”.
ومع ذلك، تشير إلى أنه بمجرد التوقف عن التدخين، سيلاحظ المدخن تغيرًا إيجابيًا في صحته يشمل تحسّن وظائف الرئة، وانخفاضًا في السعال وفي عدد مرات الإصابة بضيق التنفس.
بمجرد توقف الشخص عن التدخين، تتحسن صحته بعدة طرق تتضمّن:
- انخفاض ضغط الدم ومعدل النبض.
- ارتفاع درجة حرارة اليدين والقدمين.
- عودة مستوى أول أكسيد الكربون في الدم إلى وضعه الطبيعي.
- زيادة مستوى الأكسجين في الدم.
- انخفاض مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.
- تحسّن القدرة على التذوّق والشم.
- تحسّن الدورة الدموية.
- انخفاض السعال واحتقان الجيوب الأنفية وضيق التنفس.
- زيادة مستويات الطاقة.
- تحسّن القدرة على التنفس.
وتوضح الدكتورة سولانكي بأن الحالة الصحية لرئة كل إنسان تبدأ في التراجع مع التقدم في العمر، ولكن التراجع في صحة رئة المدخنين يحدث بطريقة متدهورة، مؤكدة أنهم يمتلكون القدرة لتحسين صحتهم بالتوقف عن هذه العادة”.
وتضيف أن الشخص إذا حاول الإقلاع عن التدخين من دون جدوى في الماضي، فلا ينبغي له الشعور بالذنب، داعية المدخنين إلى إعادة تقييم خططهم وتكرار المحاولة، والتذكر بأن تكرار المحاولات “أمر جيد مهما كان سبب الإقلاع عن التدخين، سواء كنت تفعل ذلك لعائلتك أو لتحسين صحتك”.
وانتهت الدكتورة سولانكي إلى أنه “أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه إقناع نفسك، وأنت الوحيد الذي تتحكم في ما تضعه في جسمك، وبالتالي فالإقلاع عن التدخين التزام عليك أن تؤديه لنفسك ولذاتك المستقبلية”.