ضربة الشمس… مخاطر عالية والوقاية ممكنة
حالة صحية ناتجة عن الإنهاك الحراري وجفاف الجسم بسبب التعرض المباشر لأشعة الشمس لساعات طويلة فيفقد السوائل ويعجز عن تبريد نفسه.
ضربة الشمس تحتاج إلى إسعافات أولية سريعة لكي لا تتطور الحالة؛ فمن مخاطرها الإصابة بالسكتة الدماغية الحرارية وهي حالة خطيرة تهدد الحياة، حيث انها تؤدي إلى إختلال في المراكز الحساسة في الدماغ بشكل عام وبمركز تنظيم الحرارة على وجه الخصوص فيعجز عن حفظ درجة حرارة الجسم عند معدلاتها الطبيعية.
يعرّف الأطباء ضربة الشمس على أنها إرتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية لأكثر من 40 درجة مئوية، ما يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وعدم حصول المريض على الإسعافات الاولية اللازمة يمكن أن يتسبب بضرر في الدماغ والأعضاء الداخلية الأخرى.
عند التعرّض لضربة شمس، فإنّ عمليّة تنظيم دورة حرارة الجسم الطبيعية يسيطر عليها مصدر حرارة خارجي، ما يؤدي إلى تلف أعضاء الجسم نتيجة الجفاف وإرتفاع درجة الحرارة الداخلية التي يمكن أن تكون قاتلة.
كبار السن والأطفال ومرضى القلب والسكري هم الفئات الأكثر تضررا بسبب الانهاك الحراري وضربة الشمس. هناك بعض الحالات التي تزيد من خطر التعرض لضربة الشمس.
إلى جانب التعرض المباشر لأشعة الشمس، يمكن لبعض الأدوية أن ترفع فرصة حدوثها مثل تناول بعض الأدوية التي تتدخل في طريقة إستجابة الجسم للحرارة، أو لأنها تحد من رطوبة الجسم مثل مضيقات الأوعية الدموية، أدوية إدرار البول والأدوية التي تخلص الجسم من الصوديوم والماء، وكذلك أدوية مضادات الإكتئاب ومضادات الذهان.
فإذا ترافقت هذه الأدوية مع الإنهاك الحراري الناتج عن التعرض لأشعة الشمس لوقت طويل وفقدان السوائل من الجسم قد يكون الشخص عرضة لخطر الإصابة بضربة الشمس ويكون الخطر مضاعفا ما لم يتم إسعافه بشكل سريع.
أما أبرز الأعراض، فهي:
- إرتفاع درجة حرارة الجسم بشدة
- العطش الشديد والرغبة المتزايدة في شرب الماء
- الدوخة والغثيان
- عدم الإتزان
- الغيبوبة
- فقدان التركيز إلى حد الهذيان والكلام المشوش
- الإعياء والإرهاق وعدم القدرة على التحرك
- إحمرار الجلد
- عدم التعرق
- آلام شديدة في الرأس وفي الجسم عموما
- صعوبة التنفس وسرعة نبضات القلب
الإسعافات الأولية
العلاج يجب ان يكون فوري لأن كميّة الحرارة الكبيرة التي تعرّض لها المصاب قد تسبب ضررا في القلب والدماغ والكلى والعضلات في حال لم تعالج باللحظة نفسها، فكلّما تأخّر العلاج، كلما زادت مخاطر الضربة.
التعرض لضربة الشمس يستدعي إسعاف المريض بشكل سريع إلى حين نقل المريض إلى المستشفى؛ أولى الخطوات الواجب اتباعه تكمن في ضرورة نقل المصاب الى الظل أو إلى بيئة مكيفة وباردة مع ضرورة إزالة أي ملابس غير ضرورية يرتديها المريض.
ينبغي كذلك تبريد الجسم والرأس بالماء البارد والكمادات مع ضرورة تجنب إستعمال الثلج خوفا من حدوث تقلصات في الأوعية الدموية.
يجب إبقاء رأس المصاب مرفوعا أعلى من مستوى الجسم، مع تبريد الجسم والرأس بالماء البارد والكمادات وتغطية الرأس بشرشف مبلل بالماء.
في حال كانت الحالة متقدمة بحيث يعجز المريض عن التنفس، ينبغي غجراء التنفس الإصطناعي فورا، وعندها يجب نقل المصاب الى اقرب مستشفى او مركز صحي لتزويده بالمحاليل الوريدية اللازمة والأوكسجين وعلاج التشنجات العضلية بالأدوية اللازمة.
بعد الشفاء من هذه الحالة، على المرضى تجنب تناول نسبة عالية من الأملاح مثل الجبن والزيتون والألبان أو الخضراوات، لتعويض الفاقد نتيجة عملية التعرق وفقدان الجسم للسوائل والأملاح، مع ضرورة إستخدام أغطية الرأس للوقاية من أشعة الشمس المباشرة.
سبل الوقاية
رغم أنها حالة طبية طارئة تشكل خطورة في بعض الحالات، إلا أن إمكانية الوقاية ممكنة ولا تتطلب سوى بعض الخطوات البسيطة.
عند إرتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يفضل إرتداء الملابس الفضفاضة وتجنب الألوان الداكنة والإستعاضة عنها بالألوان الفاتحة التي تعكس أشعة الشمس.
عند إرتياد المسابح يجب وضع قبعة على الرأس لاسيما في ساعات الذروة حين تكون الشمس حارقة مع ضرورة تبليل الرأس بالماء البارد بين الحين والآخر، والأهم هو الإكثار من شرب السوائل طوال اليوم لتجنب الجفاف.