كيف يؤثر التدخين على الرئتين؟
التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة والإمتناع عنه هو اولى خطوات الوقاية. ولكن، كيف يؤثر التدخين على الرئة؟
تتميز بطانة الرئة لدى الشخص السّليم بأنها ناعمة ورقيقة جداً، لكنها تتحوّل عند المدخنين إلى سميكة جداً وسوداء ومتندبة، ما يسهم في إعاقة عمل الرئتين.
كما أن هناك شعيرات دقيقة لا يمكن رؤيتها إلا تحت المجهر تغطي قسماً من بطانة أنبوب التّنفس والرئتين تدعى الأهداب وتعمل على التخلّص من الغبار والشوائب وغيرها من المواد الضارة التي يمكن أن تدخل مع الهواء عند التنفس.
إلا أن التدخين يدمرها ما يؤدي إلى حدوث الإلتهاب الرئوي الذي بدوره يقود إلى حالة من التندب وصعوبة التنفس.
مع مرور الوقت والإكثار من التدخين، يمكن أن تظهر أمراض رئوية كثيرة قبل الوصول إلى مرحلة السّرطان مثل الدّاء الرئوي المزمن وإنتفاخ الرئة وإلتهاب القصبات المزمن ومرض السبيل التنفسي التحسسي وغيرها.
كما أن التدخين يؤدي إلى تفاقم أمراض الرئة الأخرى مثل الربو، ويمكن أن تسبّب أمراض الرئة العجز الشديد فيعجز مريض الرئة عن العيش من دون التزوّد بالأوكسجين الإضافي طوال الوقت ويفقد لياقته البدنية وقد يصل الأمر إلى الوفاة المبكرة قبل غيره بعشر سنوات.
تدخين السجائر إذن هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة. فكلما زادت كمية السجائر المستهلكة، كلما زادت فرصة الإصابة بسرطان الرئة. والأمر هنا ليس محصوراً بالسيجارة كما يفهمها البعض، بل إن الأمر يطال تدخين النرجيلة والغليون والسيجار وغيرها من أنواع التدخين التي تفتك بالرئة.
أما أبرز من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بسرطان الرئة ولا تقل خطورة عن التدخين ايضا:
- التدخين الثانوي (السلبي)
- التعرض لغاز الرادون بكميّات كبيرة أو للإشعاع
- تلوث الهواء الشديد
لا بد من الإشارة في هذا الإطار إلى وجود علاقة بين التدخين السلبي والإصابة بسرطان الرئة وفق ما تؤكّده منظمة الصحة العالمية، حيث أن المدخن السلبي هو الشّخص غير المدخن ويُفرض عليه إستنشاق ذلك السم الذي ينبعث من المدخن ومن دخان السجائر.
بعض الدراسات في هذا المجال تتحدث عن أن 16 بالمائة من الحالات المعرّضة لخطر سرطان الرئة بين زوجات المدخنين اللواتي لا يدخّن، أما في مقرّات العمل فالنسبة تصل لحوالي 17 % في غير المدخنين الذين يعانون من التدخين السلبي.
تأخر الأعراض
المشكلة تكمن في أن أعراض المرض لا تظهر إلا عند بلوغ المرض مراحل متقدمة. في المقابل، ورغم صعوبة التشخيص المبكر، إلا أن إهتمام الشّخص بحالته الصحية يساعد كثيراً في تشخيص المرض في مرحلة مبكرة، وبالتالي إنقاذ حياته وتعافيه.
في المراحل الأولى من المرض، يكون الجسم لا يزال قادرا على إصلاح هذا الضرر الذي يحدث في الخلايا. ولكن مع التعرض المتكرر، يتم تلف الخلايا الطبيعية التي تبطن الرئتين ومع مرور الوقت يصيب الضرر خلايا الرئة وتعمل بشكل غير طبيعي ويتطور السرطان ويمكن أن ينتشر الى أعضاء أخرى.
يتم تشخيص سرطان الرئة مع بداية ظهور بعض الأعراض المتعلّقة بالجهاز التنفسي مثل السّعال المزمن أو وجود دم مصاحب للبلغم أو ضيق في التنفس وقد يصاحبه فقدان للشهية وإنخفاض في الوزن؛ للأسف، عند ظهور تلك الأعراض يكون المرض في مراحل متقدمة.
تتمثل الأعراض على النحو التالي:
- سعال دائم ومزمن.
- وجود دم مع السعال.
- ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر.
- صوت صفير.
- إنخفاض غير مبرر للوزن.
- ألم في العظام.
- صداع.
- بحّة في الصوت.
في المقابل، شهد الطب الحديث تطوير جيل جديد من الأدوية تصل مباشرة إلى مستقبلات محددة داخل الخلية وتحفزها لإعطاء إشارات لنواة الخلية لمقاومة نشاط الخلايا السرطانية، الأمر الذي ساعد في تحديد العلاج الملائم لكل حالة بدقة.