ملاحظة هامّة… حذار السمنة فهذا ما تسببه لكم
يعاني قسم كبير من الناس من السمنة الزائدة، ويواجه معظم البدناء مشاكل صحية تراوح بين الخفيفة والخطرة. ومع أن علاجات وجراحات كثيرة بدأت تجرى لمعالجة مشاكل السمنة، إلا أن نسبة كبيرة يؤدي بهم الأمر إلى مضاعفات قد لا ينجح التخلص منها بسهولة، لا سيما لدى الرجال.
ومؤخرا خلصت دراسة علمية إلى أن زيادة الوزن أوالبدانة تزيد من خطر وفاة الرجال في سن مبكرة مقارنة مع النساء. وعلى رغم أن الدراسة، الأوسع من نوعها بشأن إيجاد علاقة بين البدانة والوفاة، لم تحدد الأسباب وراء تلك العلاقة، إلا أنها دعمت أبحاثا أخرى توصلت إلى أن الرجال هم الفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري ولديهم مستويات أعلى لتكوين دهون على الكبد تشكل خطرا على صحتهم.
وكان فريق عالمي من الباحثين قد جمع بيانات من 189 دراسة من شتى أرجاء العالم، شملت أربعة ملايين شخص. وقال المشرفون على الدراسة إن البدانة تأتي في المرتبة الثانية بعد التدخين كأحد أهم أسباب الوفيات في أوروبا وأميركا الشمالية. وتوصلت بوجه عام إلى أن خطر الوفاة يزداد كلما زاد وزن الشخص، لافتة إلى وجود علاقة قوية بين البدانة وسبب الوفاة عند الرجال.
وقال الباحثون أن خطر الوفاة قبل بلوغ سن 70 يصل إلى نحو 29 في المئة مقارنة بـ 19 في المئة بالنسبة لشخص وزنه طبيعي. وإن الخطر بالنسبة للنساء (في أميركا الشمالية) يزداد من 11 في المئة بالنسبة لمن لديهن وزنا مثاليا إلى 14.6 في المئة بالنسبة لمن لديهن بدانة معتدلة. وأضافوا أن البدانة تعد حاليا سببا لحدوث وفاة مبكرة بين كل سبعة أشخاص في أوروبا وحالة بين كل خمس حالات في أميركا الشمالية.
الوضع في العالم العربي
في مسح لمستوى لارتفاع نسبة البدانة سنويا تبيّن أنه في العام 2016، تم تحديد نحو 40 في المئة من البالغين في العالم على أنهم بدناء. ففي أكثر من 100 بلد، يعاني أكثر من نصف السكان البالغين من فرط الوزن. ويموتُ الملايين من الناس سنوياً بسبب المشاكل المرتبطة بالسمنة، فحالاتُ مرض السكري، وأمراض القلب، وسواها من المشاكل، آخذةٌ في الارتفاع.
واللافت أن المنطقة العربية تحتل مراكز متقدمة على هذا الصعيد مما يدعو إلى الحذر والمبادرة إلى معالجة الأمر سواء عبر التوجيهات المحددة لتوجيه نمط الحياة اليومي، أو عبر توفير الحلول العلاجية المناسبة تداركا للمخاطر الترتبة عن هذا الإرتفاع في نسبة البدانة مقارنة مع العديد من البلدان الأخرى.
وما يدفع إلى هذا القول، أن بين الدول العشر الأولى بنسبة البدانهة هناك ست دول عربية. وهذا يؤشر إلى ما هو عليه نمط الحياة في المنطقة، علما أن الهيئات والسلطات الصحية الحكومية والخاصة لا توفر جهدا لتأمين أفضل المناخات الصحية للمواطنين، لكن يبقى على الشخص المعني نفسه أن يتّبع حمية معينة تقيه مشاكل السمنة ومخاطرها.
وأظهرت دراسة نشرت حديثا عن العام 2016 أن نسبة البدانة في الكويت هي 42,8 في المئة من السكان، وفي المملكة العربية السعودية 35,2 في المئة، وفي مصر 34,6 في المئة، وفي الأردن 34,3 في المئة، وفي دولة الإمارات 33,7 في المئة، وفي دولة قطر 33,1 في المئة.
حقائق هامة عن السمنة
- زادت السمنة في العالم بأكثر من الضعف منذ عام 1980.
- في عام 2014 كان أكثر من 1.9 مليار بالغ، من سن 18 عاماً فأكثر، زائدي الوزن. وكان أكثر من 600 مليون شخص منهم مصابين بالسمنة.
- في عام 2014 كان 39 في المئة من البالغين في سن 18 عاماً فأكثر زائدي الوزن، وكان 13 في المئة منهم مصابين بالسمنة.
- تعيش غالبية سكان العالم في بلدان تفتك فيها زيادة الوزن والسمنة بعدد من الأرواح أكبر مما يفتك به نقص الوزن.
- كان 42 مليون طفل دون سن الـ 5 سنوات زائدي الوزن أو مصابين بالسمنة في العام 2013.
إما السبب الأساسي لزيادة الوزن والسمنة فهو بحسب منظمة الصحة العالمية، اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها. وعلى المستوى العالمي هناك زيادة في مدخول الأغذية الكثيفة الطاقة والغنية بالدهون، وزيادة في الخمول البدني بسبب عدم الحركة الذي يتسم به كثير من أشكال العمل، ووسائل النقل المتغيرة، وارتفاع نسبة العمران الحضري.
وغالباً ما تكون التغييرات في النظم الغذائية وأنماط النشاط البدني ناتجة عن التغيرات البيئية والمجتمعية المرتبطة بالتنمية وعدم اتباع سياسات داعمة في قطاعات مثل الصحة، والزراعة، والنقل، والتخطيط العمراني، والبيئة، وتجهيز الأغذية، والتوزيع، والتسويق، والتعليم.
من هنا الدعوة إلى عمل متكامل لصحة أفضل.