هكذا نواجه التعرق الشديد خلال فصل الصيف
يعاني الكثير من الناس من فرط التعرق خلال فصل الصيف ما يسبب حرجا شديدا بسبب تبلّل الملابس والرائحة الكريهة.
التعرق بشكل عام هو عملية طبيعية حيوية يقوم بها الجسم بشكل طبيعي عند التواجد في بيئة حارة او عند القيام بمجهود بدني أكثر من المعدل الطبيعي، وهو ظاهرة ضرورية لتنظيم حرارة الجسم والمحافظ على درجة حرارة الجسم الداخلية بهدف تمكين الجسم من أداء وظائفه الفيزيولوجية.
لكن التعرق في مثل هذه الحالات يختلف عن فرط التعرق حيث يفرز الجسم كمية كبيرة من العرق تزيد عما يحتاج الجسم إلى إفرازه من أجل المحافظة على توازن درجة حرارته. وتتأثر جميع أجزاء الجسم بهذه الظاهرة، إلا أنها أكثر بروزا فى منطقة اليدين والقدمين والإبطين.
يحدث فرط التعرق (Hyperhidrosis) عندما يفرز الجسم كميات كبيرة من العرق بشكل لا يتناسب مع الجهد المبذول، أو إفراز العرق بصورة زائدة عن المعدلات الطبيعية التي يفرزها الجسم من دون بذل أي مجهود.
يجد الشخص الذي يعاني من فرط التعرق حرجا شديدا تبلل ملابسه بشكل دائم وعدم القدرة على بقائها جافة لوقت طويل وخصوصا منطقة تحت الإبطين، كما لا تنفع معه مزيلات التعرق وتعذّر القضاء على الرائحة العرق.
يعاني البعض كذلك من التعرق مباشرة بعد الاستحمام ما يعني ان لا علاقة للنظافة بالتعرق الزائد، والبعض الآخر يتعرّق كثيرا في الاجواء الباردة او يكون التعرق مستمر في الأطراف وبلل أغطية السرير في أثناء النوم.
ولكن، ما هي الأسباب؟
قد يكون السبب وراثيا وينتشر بين أفراد الأسرة الواحدة من دون وجود سبب صحي معين او حتى من دون القيام بأي مجهود او ارتفاع في درجات الحرارة.
بعض الأشخاص يرتبط التعرق لديهم بالحالة النفسية فيزداد عند تعرضهم للقلق والتوتر والانفعال الشديد.
يحدث فرط التعرق في بعض الأحيان بسبب حالة طبية ما، وأكثر الحالات الطبية التي يرتبط بها فرط التعرق:
- الداء السكري
- السمنة
- اضطرابات الهرمونات كما في سن اليأس عند النساء
- الحمل
- اضطراب الغدد اللمفاوية
- ارتفاع مستوى الأملاح في الجسم
- النوبة القلبية
- خلل في الجهاز العصبي
- النقرس.
- داء الرعاش (باركنسون).
- انقطاع النفس في أثناء النوم.
- الأورام المختلفة كالليمفوما واللوكيميا وسرطان الكبد وسرطان العظام.
هل يمكن التخلص من هذه المشكلة المحرجة؟
هناك بعض النصائح التي تقلل من نسبة التعرق وتُبقي الملابس جافة لأطول فترة ممكنة.
- ارتداء ملابس فضفاضة وواسعة لان الملابس الضيقة تعيق دخول الهواء الى الجسم.
- ارتداء ملابس ذات الالوان الفاتحة لانها تعكس نور الشمس وتقلل من التعرق، بعكس الملابس الداكنة التي تمتص الحرارة.
- استخدام “مضادات التعرق” Antiperspirant) ) وليس “مزيلات العرق” Deodorant) ) والفرق بينهما أن مزيل العرق يقوم فقط بالتغطية على رائحة العرق، بينما تقوم مضادات التعرق بتضييق الغدد العرقية تحت الإبط وبالتالي تقلل من إفراز العرق إلى حد كبير.
- الاستحمام بالمياه الفاترة وليس الساخنة لأنها تتسبب بفتح المسام وزيادة التعرق.
- استخدام صابون مضاد للبكتيريا عند الاستحمام، لان اختلاط البكتيريا مع العرق يؤدي الى رائحة عرق مزعجة.
ماذا عن العلاجات الطبية؟
عندما لا تنفع الخطوات المذكورة أعلاه، يلجأ البعض الى حقن البوتوكس وهي كفيلة بايقاف عمل الأعصاب التي تُطلق الإشارة العصبية لغدد العرق، بحيث تمنعها من العمل وبذلك يقل فرط التعرق؛ يتم تكرار هذه الحقن كل ستة أشهر.
أحيانا يمكن اللجوء الى العلاج الجراحي لإزالة الغدد العرقية وهي آخر سبل العلاج التي يقترحها الطبيب على المرضى عند فشل إمكانيات العلاج الأخرى لإزالة الغدد العرقية. يُفضّل أن تكون هذه الحلول آخر الحلول التي يتم اللجوء لها بعد استشارة الطبيب الخاص لمعرفة مدى ضرورتها.