هل يمكن الوقاية من السكتة الدماغية بالممارسات الصحيّة؟
أثبتت التجارب إمكانية تقليل بعض عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية من خلال تبني عادات صحية جيدة.
من أهم طرق الوقاية من السكتة الدماغية السيطرة على إرتفاع ضغط الدم بالأدوية والإمتناع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإتباع نظام غذائي صحي منخفض الصوديوم؛ هذه العوامل مجتمعةُ تُخفض من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة كبيرة.
تحدث السكتة الدماغية عندما ينخفض تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ أو ينقطع عنه مسبّباً بذلك حرمان أنسجة الدماغ من الأوكسجين والمواد المغذية له، لتبدأ خلايا الدماغ بالموت في غضون دقائق حيث يموت ما يقارب مليوني خلية دماغية في كل دقيقة من الإصابة بدون الحصول على علاج فوري؛ لذلك، فإن كل ثانية بعد الإصابة تُحدث فرقاً في حياة المريض.
لكن عوامل الخطر التي تسهم في الإصابة بالسكتة الدماغية منها ما هو قابل للتغيير مثل تلك المتعلقة بنمط الحياة غير الصحي، ومنها غير قابل لذلك مثل الرجفان الأذيني وفشل القلب والجينات والعمر وغيرها.
الغذاء الصحي
يعتبر الغذاء من عوامل الخطر المتعلقة بنمط الحياة حيث يؤثر في ثلاثة عوامل مرتبطة بالسكتة الدماغية وهي إرتفاع ضغط الدم والسمنة وإرتفاع نسبة الدهون؛ السيطرة على هذه العوامل يحد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة عالية والسبيل لذلك يكون عبر إتباع نمط غذائي صحي قليل الدسم والملح وغني بالألياف.
الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والكوليسترول تؤدي إلى تراكم الترسبات الدهنية على الجدران الداخلية للأوعية الدموية وبالتالي إرتفاع معدل الكوليسترول. يُنصح باستبدال هذه الأطعمة بأخرى قليلة أو خالية الدسم، واستبدال الأطعمة الغنية بالسكر بالحبوب الكاملة والفواكه والخضار للمساعدة في وقاية الأوعية الدموية من الضرر. إن إتباع نظام غذائي غني بالفاكهة والخضراوات قد يُقلّص من خطر الإصابة.
خفض الأطعمة الغنية بالكوليسترول والدهون يقلّل من تراكم الدهون بالشرايين، وفي بعض الحالات قد يفشل المريض في تحقيق ذلك وعليه حينها الإستعانة بالطبيب لتناول أدوية مخفّضة للكوليسترول.
أما الأشخاص الذين يُكثرون الملح في طعامهم بمعدل ضعف ما هو عليه لدى الأشخاص الذين يستهلكون كميّات قليلة منه، فهم معرضون لإرتفاع ضغط الدم الذي يعتبر من عوامل الخطر الرئيسية لحدوث السكتة الدماغية.
هذه الخطوات الوقائية تسهم مع الوقت بخسارة الوزن والحد من فرص الوصول إلى مستوى السمنة أو السمنة المفرطة المرضية والتي بدورها تعتبر أحد العوامل المسبّبة للسكتة الدماغية.
التدخين يضاعف الخطر
التدخين يضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والإمتناع عنه حتى في وقت متأخر أفضل من لا شيء. التدخين وإرتفاع ضغط الدم يندرجان ضمن عوامل الخطورة القابلة للتغيير وهما السببان الأكثر أهمية بالنسبة للسكتة الدماغية.
يسبب التدخين بأنواعه المختلفة ضعف وتضيق في الشرايين نتيجة تراكم الترسبات، كما يؤثر في زيادة لزوجة الدم وتفاقم احتمال تجلطه ما يؤدي إلى إنسداد الأوعية الدموية وحدوث السكتة الدماغية.
ضغط الدم المرتفع… أهم الأسباب
يتسبب ضغط الدم المرتفع في زيادة الضغط على الشرايين ما يعرّضها للتضيق الشديد وفقدان المرونة فتتعرض للتصلب وتؤدي إلى حدوث جلطة أو نزيف في المخ. في المقابل، تشير الدراسات إلى أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ينخفض إلى النصف لدى الأشخاص الذين يتمتعون بضغط دم صحي (أي أقل من 12/8) مُقارنةً بأولئك الذي يعانون إرتفاعاً في ضغط الدم. يُمكن لإرتفاع ضغط الدم أن يسبب سكتة دماغية نتيجة حرمان جزء من الدماغ من الأوكسجين والعناصر المغذية، وهو ما يتسبب في موت خلايا الدماغ. يمكن للأوعية الدموية التي تضررت من إرتفاع ضغط الدم أن تضيق أو تتمزق.