الصرع لدى الأطفال
الطفل الذي يعاني من داء الصرع هو طفل سليم في جسمه وعقله مثل سائر أقرانه باستثناء تلك الثواني او الدقائق التي تحدث فيها النوبة.
الصرع هو حالة مرضية يمكن السيطرة عليها والتعامل معها ولا ينبغي أن تؤثر على حياة الطفل. المهم في هذا الإطار أن يكون أهل الطفل على دراية بنوع النوبة التي يعاني منها الطفل ومعرفة العلاج المناسب لحالته.
إنه هو حالة عصبية تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي، ويصاحبها نوبات أو تشنجات بسبب فرط الشحنات الكهربائية التي تطلقها مجموعة من خلايا الدماغ، وهي شحنات قد تنطلق من أجزاء مختلفة من الدماغ.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يُعدّ الصرع أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعًا في العالم. وتنجم نوبات الصرع، التي يمكن أن تكون قصيرة وتتراوح مدتها بين دقيقة ودقيقتين، عن إفرازات كهربائية غير طبيعية أو مفرطة من خلايا الدماغ.
كيف يحدث؟
لتبسيط الأمر، يوجد في المخ ملايين الخلايا العصبية التي تستخدم نبضات كهربية صغيرة للتواصل بينها وللتحكم في وظائف الجسم وحواسه؛ أي خلل في هذه الإشارات يؤدي الى النوبة الصرعية، إذ يقوم عدد كبير من الخلايا بإرسال شحنات كهربائية في الوقت نفسه، وتطغى هذه الموجة المكثفة من الكهرباء على المخ، وتؤدي إلى تشنجات في العضلات أو فقدان الوعي أو سلوك غريب أو أعراض أخرى.
النوبات
تتراوح النوبات ما بين غفلات الانتباه قصيرة الأمد للغاية ونفضات العضلات الخاطفة والاختلاجات الممتدة، وتختلف كذلك من حيث تواترها فقد تحدث من أقل من مرة واحدة في السنة إلى عدة مرات في اليوم.
يُعاني مرضى الصرع من الأطفال من العديد من النوبات، ولكن يختلف عددها من طفلٍ إلى آخر فالبعض يتعرَّض إلى نوبة أو اثنتين في العام، بينما يتعرَّض أطفال آخرون إلى نوبات عدة كل يوم.
اكتشاف الحالة مبكراً يساعد على السيطرة عليها فيخضع الطفل للعلاج الصحيح والمناسب للنوبات الصرعية، كما يقلل من وتيرة حدوثها ودرجة حدّتها، بالإضافة إلى أن كثير من الأطفال المصابين بالصرع يتعافون ويشفون منه في مرحلة البلوغ لكن بعض الحالات تستوجب تلقي العلاج مدى الحياة.
علاجات
لحسن الحظ، الصرع في الطفولة لديه الكثير من العلاجات الجديدة التي تحسّن نوعية الحياة وتقلّل من عدد النوبات وحدّتها لكن الأهم هو التشخيص الدقيق من أجل اختيار الأسلوب الأكثر فعالية مع أقل عدد من الآثار الجانبية لتحسين نوعية حياة الطفل.
الأبحاث الطبية الحديثة كان لها الدور الأساس في إطلاق مجموعة جديدة من علاجات الصرع التي تشمل العلاجات القائمة على الجينات، أو عمليات الاستئصال الأشدّ تركيزًا والأقل توغلًا، كالاستئصال الحراري والجراحة بالليزر والموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة.
