المرأة والطفل

هرمون البرولاكتين وعلاقته في تأخر الحمل

إرتفاع البرولاكتين أو هرمون الحليب خلال فترة الحمل وبعد الولادة هو أمر طبيعي لإتمام عملية الرضاعة. لكن ماذا لو ارتفع في وقت آخر؟

البرولاكتين أو هرمون الحليب مسؤول عن تحفيز إنتاج الحليب بعد الولادة، لكن في حال ارتفاعه بعيداً عن حدوث الحمل والولادة فإن ذلك يتسبب في تأخر الحمل بالإضافة الى مشاكل في الدورة الشهرية.

ما هو هرمون البرولاكتين؟ وأين يتم إنتاجه؟

البرولاكتين هو هرمون تصنعه الغدة النخامية الموجودة في قاعدة المخ، وهو المسؤول عن نمو الثديين وصنع الحليب أثناء الحمل وبعد الولادة حيث تكون مستوياته مرتفعة، لذلك يشتهر بأنه هرمون الحليب نظراً لدوره الأساسي في عملية الرضاعة؛ أما في حال ارتفاعه بعيداً عن حدوث الحمل والولادة فإن ذلك يتسبب في تأخر الحمل بالإضافة الى مشاكل في الدورة الشهرية.

ما هي مستوياته الطبيعية في الجسم؟

تتفاوت مستويات هرمون البرولاكتين خلال اليوم فيكون تركيزه أعلى أثناء النوم وبعد وقت قصير من الاستيقاظ ويختلف كذلك بعد أي إجهاد بدني أو ضغط نفسي. ويكون معدل الهرمون عند الذكور 2 – 15 نانوغرام /مل، وعند النساء غير الحوامل 3 – 27 نانوغرام / مل.

المعدل الطبيعي لهرمون البرولاكتين

  •  الذكور: 2 إلى 18 نانوغراما لكل مليلتر (نانوغرام/ مل).
  •   الإناث غير الحوامل: 2 إلى 29 نانوغراما/ مل.
  •  الإناث الحوامل: 10 إلى 209 نانوغرامات/ مل.

لكن، ما علاقة ارتفاع هرمون الحليب بتأخر الحمل؟

تفرز الغدة النخامية الموجودة في الجزء السفلي من الدماغ هرمون البرولاكتين  الذي يساعد على نمو الثديين وإنتاج الحليب بعد الولادة لإتمام عملية الرضاعة؛ عادةً ما يكون لدى كل من الرجال والنساء كميات صغيرة من البرولاكتين في الدم، وتتحكم في مستويات البرولاكتين هرمونات أخرى تسمى عوامل تثبيط البرولاكتين PIFs مثل الدوبامين.

ترتفع مستويات البرولاكتين خلال فترة الحمل لتحسين عملية إنتاج الحليب للرضاعة الطبيعية، أما بالنسبة لغير الحوامل، يساعد البرولاكتين على تنظيم الدورة الشهرية. ويتصرف الجسم في أثناء ارتفاع هرمون الحليب، كما لو كانت المرأة حاملًا أو ترضع طبيعيًا، فيصبح في حالة عقم مؤقت، لأنه يؤثر بشكل كبير في عمل المبيضين ونشاطهما، لذلك يصاحبه دائمًا غياب للدورة الشهرية أو عدم انتظامها.

يؤثر فرط البرولاكتين في الدم بشكل ملحوظ في الأعضاء التناسلية ووظيفتها، لأنه يثبط إفراز هرمون اللوتين LH والهرمون المنبه لإنتاج البويضات  FSH، ولكل منهما دور كبير في الخصوبة لدى المرأة.

أي إضطراب في إفراز هذه الهرمونات قد ينتج عنه العقم لدى الجنسين.  فهرمون ( LH)  أو Luteinizing hormone  تُفرزه الغدّة النخاميّة لتحفيز المبيض على إنتاج البويضات وإفراز الهرمونات التناسليّة لدى النساء. أمّا عند الذكور فيحفّز هذا الهرمون الخصية على إنتاج الحيوانات المنوية.

أما الهرمون المُنبّه لإنتاج البويضات (FSH )  Follicle stimulating hormone المسؤول عن إفراز هرمون الإستروجين عند الإناث، فهو مهم في المراحل الأولى لتكوين الحيوانات المنوية.  ويعتبر فحص مستوى هذا الهرمون FSH من الفحوصات الهامّة لأنّه يساعد في الكشف عن أسباب عدم انتظام الدّورة الشهرية، وفي الكشف عن وظائف الغدّة النخاميّة.

العلاج

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء ارتفاع هرمون البرولاكتين، فإذا كان السبب خمول الغدة الدرقية، يمكن علاجه بالهرمون التعويضي (Thyroxine)  للغدة الدرقية وبالتالي يساعد على عودة هرمون البرولاكتين إلى مستواه الطبيعي. وفي حال كان السبب تناول بعض الأدوية لعلاج حالة ما يعاني منها المريض فيمكن استبدالها بأدوية أخرى بعد استشارة الطبيب أو إضافة دواء للمساعدة على خفض مستويات البرولاكتين.

في حال وجود ورم برولاكتيني في الغدة النخامية، وكان حجم الورم البرولاكتيني أقل من 1 سم والمريض لا يشكو من أي أعراض فإنه لا يستدعي العلاج بالأدوية لكن يحتاج إلى متابعة. أما إذا كان المريض يشكو من أعراض أو كان حجم الورم أكبر من 1 سم فإنه يستلزم العلاج بالأدوية وهي فعالة جداً في خفض مستويات هرمون البرولاكتين وتصغير حجم معظم أورام البرولاكتين.

قد يتم اللجوء للجراحة في بعض الأحيان لإزالة الورم في الغدة النخامية في حال كانت الأدوية لا تعمل.

 وبما أن حالات قصور الغدة الدرقية تؤدي إلى زيادة هرمون الحليب، يتم إعطاء الأدوية التي تحتوي على هرمون الغدة الدرقية للمساعدة في العلاج.

سرعان ما ينخفض معدل البرولاكتين في الفترة الأولى من العلاج خلال ثلاثة أسابيع وتبدأ الأعراض في الزوال كما تعود وظيفة المبيض الى طبيعتها مع عودة معدلات الإستروجين وبالتالي تنتظم الدورة الشهرية. لكن في حال وجود ورم برولاكتيني فإن الامر قد يتطلب بعض الوقت.

أما لدى الرجال، فسرعان ما تعود وظيفة الخصية ويرتفع هرمون التستوستيرون مما يؤدي إلى زيادة الطاقة والرغبة الجنسية وتعود القدرة على الانتصاب والخصوبة وكذلك يتراجع تضخم الثدي.

لكن الامر لا ينتهي عند هذا الحد، بل يجب الإستمرار في العلاج ومراقبة مستوى البرولاكتين لمدة عامين على الأقل، لأنه قد يعاود الإرتفاع بعد توقف الدواء؛ فلا بد من إجراء الفحص اللازم بعد التوقف عن تناول الدواء بنحو ثلاثة أشهر وذلك لمدة سنة وفي حال عاود معدل البرولاكتين الإرتفاع ينبغي استئناف العلاج مرة جديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى