امراض

إيقاعات نبضات القلب ما بين السرعة والبطء

يحدث اضطراب ضربات القلب عندما تتعثر الإشارات الكهربائية التي تنسّق النبضات وتفشل في العمل بشكل صحيح. 

عندما تكون إيقاعات ضربات القلب غير منتظمة يكون النبض سريعاً جداً أو بطيئاً جداً، فتنخفض كفاءة ضخ الدم من القلب إلى الأجزاء المختلفة من الجسم، ما قد يؤدي إلى خطر الإصابة بالسكتة القلبية أو السكتة الدماغية، فيشكل تهديدا للحياة.

التوتر النفسي الشديد ونوبات الهلع والقلق او الغضب الشديد حالات يشعر بها المريض بتسارع في دقات قلبه وقد يبدو الأمر طبيعيا في كثير من الحالات ولا يتعدى كونه أمرا عابرا ناتج عن ظروف معينة، ولكن مع ازدياد الحالة قد يتحول الأمر إلى حالة مرضية تستدعي التدخل العلاجي. 

بعض المرضى يحتاجون الى تدخل طبي سريع ودقيق لتقييم الحالة وتحديد السبب وتمييز نوع الخفقان الحاصل والبحث عن السبب لأنه قد يكون دلالة على وجود مشكلة طبية ما، منها وجود إصابة حالية أو سابقة بنوبة قلبية، أو تضيقات في شرايين القلب وصلت الى مرحلة متقدمة بشكل تعيق تدفق الدم من خلالها لتغذية عضلة القلب.

 قد يكون السبب كذلك وجود تلف في أنسجة عضلة القلب، أو ضعف في قوة القلب، أو وجود أحد أنواع العيوب الخلقية في القلب، أو ارتفاع في ضغط الدم لم يتم السيطرة عليه.

تتراوح نبضات القلب الطبيعية بين 50-100 نبضة في الدقيقة، وأي عدد آخر سواء أكان أقل أو أكثر يعتبر ذلك إضطراباً في ضربات القلب.

أعراض نبضات القلب في حالة البطء

 التعب، خفقان القلب، الإغماء، فقدان الوعي، وقد يؤدي إلى الموت المفاجئ.

أعراض نبضات القلب في حالة السرعة

 يمكن أن يؤدي إلى حدوث سرعة خفقان القلب، قوة ضربات القلب، ألم في الصدر، دوخة، خطر الإصابة بنوبة قلبية، الموت المفاجئ.

التشخيص

رسم تخطيط كهرباء القلب (ECG) للكشف عن النشاط الكهربائي داخل القلب، من نواحي انتظام رتابته وصدوره من المصدر الطبيعي في الأذين الأيمن، وسريانه بشكل طبيعي إلى كل حجرات القلب، وتوقيت كل مرحلة كهربائية في ضربات القلب ومدتها.

رصد نبضات القلب خلال فترة 24 ساعة باستخدام جهاز «هولتر» (Holter Monitor)، وهو جهاز محمول صغير يتم تثبيته بحزام خاص، ويُمكّن من رصد جميع نبضات القلب حينما يعيش المرء حياته العملية اليومية على مدار الساعة سواء في البيت او العمل.

فحص الجهد وتخطيط للقلب وهو عبارة عن قسطرة تخطيط رسم خريطة الفيسيولوجيا الكهربائية للقلب بالقسطرة، يقوم خلالها الطبيب بتمرير عدد من الأنابيب الرفيعة والمرنة والموصلة بأقطاب كهربائية عبر الأوعية الدموية وصولاً إلى مواضع مختلفة داخل حجرات القلب. ثم يتم من خلال الأقطاب الكهربائية تحديد مسارات انتشار النبضات الكهربائية خلال أجزاء القلب، كما يمكن تحفيز القلب للنبض بالمعدلات التي قد تحفز أو قد توقّف حصول أنواع من اضطراب نظم القلب. وبالتالي يتمكن الطبيب من معرفة مكان صدور اضطراب نظم القلب، وما السبب وراء ذلك، وهل بالإمكان معالجة الأمر من خلال القسطرة أم لا.

العلاج

تحديد العلاج يتطلب البحث عن السبب اولا والقيام بتغيير في نمط الحياة يساعد في نجاح العلاج وربما الاستغناء عنه مثل الامتناع عن التدخين والكافيين وتجنب التوترات العصبية والابتعاد عن المواقف التي تسبب الخوف الشديد والتوقف عن تناول الادوية اتي تسبب اضطرابات في نبضات القلب.

العلاج الدوائي عن طريق وصف الأدوية المانعة لاضطرابات القلب والتي تؤثر في عمل عضلة القلب وتنظم ضرباته، إضافة الى الأدوية التي تمنع التجلط وتمنع السكتة الدماغية مثل الأسبرين.

في حالات بطء نبضات القلب، قد تتطلب المعالجة زراعة جهاز منظم لنبضات القلب (Pacemaker)، وهو جهاز صغير تتم زراعته بالقرب من عظمة الترقوة، ويمتد منه عبر الأوعية الدموية، سلك أو أكثر، وصولاً إلى داخل جدار حجرات القلب، ويعمل على إحداث نبضات للقلب في حال البطء الشديد في نبض القلب الطبيعي أو توقف ضربات القلب.

في حال وجود تسارع في ضربات القلب، فهناك أنواع عدة من العلاجات يُمكن أن تنجح مثل بعض الأدوية التي يحددها الطبيب وفق نوع الاضطراب في نبض القلب. وفي أنواع أخرى من اضطرابات نبض القلب قد ينصح الطبيب بإصلاحها عبر الصدمة الكهربائية، خصوصاً في حالات الارتجاف الأذيني، كي يستعيد القلب إيقاعه الطبيعي للنبض.

في حالات أخرى، يلجأ الطبيب الى «الكي بالقسطرة» لإتلاف بقع محددة من أنسجة القلب، يكون الطبيب قد حدد أنها المسؤولة عن وجود هذا الاضطراب في نظم نبض القلب.

يمكن علاج الأنواع الخطرة من اضطرابات نبض القلب بواسطة اجهزة متقدمة يتم زرعها منها على سبيل المثال جهاز «مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزراعة» (ICD) وغيرها من الأجهزة المتطورة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى