التعايش مع الانسداد الرئوي المزمن أفضل من القضاء عليه
على مريض الانسداد الرئوي المزمن التعايش مع حالته من خلال المواظبة على العلاج واتباع نمط حياة صحي للسيطرة على مضاعفات المرض.
إن تلقي العلاج بإنتظام مع إتباع نمط حياة صحي عوامل كفيلة في الحد من تطور المرض وتساعد المريض في السيطرة على المضاعفات التي يمكن ان تنتج عن حالته المرضية
فالإنسداد الرئوي المزمن يتسبب في إنتفاخ الرئة وإلتهاب الشعب الهوائية وينتج عنه ضيق وصعوبة في التنفس لأن الممرات الهوائية لا تسمح بدخول أكبر قدر من الهواء إلى الرئتين.
أما أبرز الأعراض
- سعال مزمن ومتواصل
- زيادة البلغم
- ضيق وصعوبة في التنفس لاسيما عند التنفس بعمق
- سماع أزيز أو صفير عند التنفس
كيف يتم تشخيص الحالة؟
هناك خيارات واسعة أمام الطبيب المعالج لتشخيص مرض إنسداد الرئة المزمن؛ فبعد الإطلاع على التاريخ المرضي والإستماع إلى الشكوى ومعرفة ما إذا كان المريض مدخنا أم لا، يقوم الطبيب باختبار وظيفة الرئة عبر قياس التنفس وهو النوع الأكثر شيوعا من إختبارات وظائف الرئة.
يطلب الطبيب من المريض أن ينفخ داخل أنبوب كبير متصل بآلة صغيرة تسمى جهاز قياس التنفس. وتقيس هذه الآلة مقدار الهواء الذي يمكن أن تحتفظ به الرئة وسرعة إخراجه؛ يقوم الطبيب أيضا بتحليل غازات الدم الشرياني لقياس مدى قدرة الرئتين على جلب الأوكسجين إلى الدم وإزالة ثاني أوكسيد الكربون.
يمكن أن يخضع المريض كذلك إلى التصوير بالأشعة السينية للصدر للكشف عن إنتفاخ الرئة كونه أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بداء الإنسداد الرئوي المزمن، أو الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) للمساعدة في الكشف عن إنتفاخ الرئة وتحديد ما إذا كان المريض يمكن أن يستفيد من عملية جراحية لعلاج داء الإنسداد الرئوي المزمن.
كيف نتعايش مع المرض؟
بما أن مرض الإنسداد الرئوي المزمن يندرج ضمن قائمة الأمراض المزمنة التي ترافق المريض طوال سنوات حياته، عليه إذن أن يتعايش مع الحالة المرضية ويتأقلم معها؛ مع مرور الوقت يدرك ما هي الأمور التي تزيد من حالته سوءا فيتجنبها ويتعلم كيفية السيطرة على الحالة.
السنوات الماضية كانت كفيلة بفهم المرض أكثر من أي وقت مضى، ترافق ذلك مع مجموعة من العلاجات الحديثة التي ساعدت المرضى على التعايش مع حالتهم المرضية بأقل قدر ممكن من المضاعفات ونوبات السعال الحادة أو ضيق التنفس.
ولكن، ما هي الخطوات التي يجب على المريض اتباعها للتعايش مع المرض؟
- التعايش مع المرض يتطلب بالدرجة الأولى حصول المريض على العلاج المناسب بشكل منتظم مع إتباع نمط حياة صحي وهي أمور تحد من تفاقم الحالة المرضية التي غالبا ما تزداد صعوبة مع مرور السنوات.
- تساعد بعض التمارين الرياضية في تحسين عملية التنفس والحد من ضيق التنفس الذي غالبا ما يعاني منه المرضى. بالإضافة إلى ذلك، التمارين الرياضية إذا ما ترافقت مع نظام غذائي صحي ومتوازن فإن ذلك سيسهم في ضبط الحالة اكثر فأكثر.
- التخلص من الوزن الزائد أو السمنة يلعب دورا أساسيا في الحد من النوبات الحادة للمرض. الدراسات في هذا المجال أظهرت مفارقة واضحة في العلاقة بين السمنة ومرض الإنسداد الرئوي المزمن بالإضافة إلى السمنة المعتدلة المرتبطة بتحسين معدل البقاء على قيد الحياة والحد من إنخفاض وظائف الرئة.
- التدخين بأنواعه المختلفة هو المسبب الرئيسي لتطور مرض الإنسداد الرئوي المزمن، وعليه فإن الإقلاع عن التدخين والحرص على عدم التعرض للملوثات أو للتدخين السلبي هو بداية العلاج.
علاجات متقدّمة
يلجأ الأطباء في العادة إلى علاجات طويلة الأمد للسيطرة على الحالة؛ ومن العلاجات المعتمدة
موسعات الشعب الهوائية قصيرة المفعول وطويلة المفعول، مضادات الكولين قصيرة المفعول، المنشطات المستنشقة، ومضادات الكولين المستنشقة طويلة المفعول.
تساعد موسعات الشعب الهوائية في تخفيف العضلات الضيقة في الشعب الهوائية وعادة ما يتم تناولها من خلال جهاز الإستنشاق أو البخاخات وتستمر موسعات الشعب الهوائية قصيرة المفعول من أربع إلى ست ساعات بالنسبة للأعراض المستمرة، أما الموسعات طويلة المفعول فيستمر مفعولها إلى نحو 12 ساعة.
قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء المريض هذين النوعين من موسعات الشعب الهوائية بشكل منفصل أو معا بواسطة جهاز الإستنشاق أو مع البخاخات.
إن أجهزة الإستنشاق المتطورة التي توفرها الشركات العالمية الناشطة في مجال أمراض الجهاز التنفسي كفيلة في السيطرة على الحالة.
كما أن إدارة مرض الإنسداد الرئوي المزمن قد تتطلب في بعض الحالات العلاج بواسطة الأوكسجين، فيلجأ اليها الطبيب في حال نقص تأكسج الدم.
هناك بعض الحالات المرضية التي تحتاج إلى دمج نوعين أو أكثر من العلاجات للحصول على النتيجة المرجوة وذلك طبعا إلى جانب الإقلاع عن التدخين وإتباع نمط غذائي صحي حيث تكتمل هذه الخطوات فيما بينها من أجل تحسين إدارة المرض وضبط الحالة المرضية.
