الكبد الدهني
عندما تتجمع الدهون بكثرة داخل خلايا الكبد لتصبح متشبعة بها خاصة الدهون الثلاثية تسمى هذه الحالة بـ”الكبد الدهني”.
الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية التي تؤدي الى السمنة وارتفاع الكوليسترول من الأسباب الرئيسية لتراكم الدهون الزائدة في خلايا الكبد.
ما هي وظيفة الكبد في الجسم؟
الكبد يعتبر أكبر غدة في جسم الإنسان من حيث الحجم او المهام التي يقوم بها؛ فهو العضو المسؤول عن تخزين العديد من مكونات الجسم، إذ يعد الكبد مخزنا للدم حيث يتسع لتخزين 1500 مكعب من الدم؛ ويقوم الكبد بتعويض الدم الفاقد من الجسم وتخزين السكر والبروتينات والفيتامينات والدهون والغذاء.
الكبد مسؤول كذلك عن تكوين العصارة الصفراوية في القنوات المرارية والتي تحتوي على الكوليسترول والدهون الفسفورية والبيلوروبين الناتج عن تكسير هيموجلوبين كرات الدم الحمراء، وهي تعمل على هضم الدهون التي تقوم بدورها بتسهيل حركة الأمعاء وتعقيمها من الجراثيم.
الكبد يعمل على تخليص الجسم من الميكروبات وفضلات الخلايا، وتكسير الدهون وتحويلها إلى كوليسترول. كما يمد الجسم بالطاقة عند الشعور التعب والإرهاق حيث يتعرض الإنسان للإغماء عندما يعجز الكبد عن امداده بالطاقة.
يقوم الكبد بإفراز العديد من الهرمونات مثل هرمون التجلط وهرمون السيولة، وهما ذات أهمية كبيرة لتدفق الدم بطريقة سليمة، بالإضافة للهرمون اللازم لتحديد نسبة الماء في الجسم. كما يقوم بتصنيع 250 ألف خلية حمراء إذ يموت عدد كبير من هذه الخلايا كل ثانية حيث تتجه للطحال، ويتم تفكيكها لمكوناتها الأساسية ليتم نقل الحديد للعظام .
كما يعمل على تخليص الجسم من الأمونيا عبر تحويلها إلى يوريا تفرز بالكلى مع البول، ويعمل أيضا على توازن هرموني التستوستيرون والإستروجين في الدم.
وجود دهون الكبد تحوله الى كبد دهني حيث تتجمع الكتل الدهنية الكبيرة من نوعية الدهون الثلاثية داخل خلايا الكبد لتشكل أكثر من 5 بالمائة من وزنه، ويحدث ذلك بسبب ترسب الدهون غير الطبيعية داخل الخلايا أو في غير أماكنها.
ما هي أسباب الإصابة بالكبد الدهني
السمنة خصوصا تلك المصحوبة بتراكم الدهون في منطقة البطن حيث تزيد فيها احتمالية الإصابة بالكبد الدهني بدرجة أكبر.
مرض السكري حيث يرتبط هذا المرض ارتباطا وثيقا بمقاومة الإنسولين ومرض السكري من النوع 2.
وجود مستويات عالية من الدهون، وخاصة الدهون الثلاثية في الدم تزيد من خطر ترسب الدهون في الكبد، حيث تعمل هذه الدهون الزائدة كسموم بالنسبة إلى خلايا الكبد ما يسبب التهاب الكبد والتهاب الكبد الدهني ويؤدي إلى تراكم أنسجة تندُّب (تليُّف) في الكبد.
ويوجد العديد من الأمراض والحالات المرضية التي تَزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني مثل:
- ارتفاع الكولستيرول
- داء السكري من النوع الثاني
- ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم
- متلازمة التمثيل الغذائي
- السُمنة المتمركزة حول البطن
- متلازمة تكيُّس المِبيَض
- قصور الغدة الدرقية
- قصور الغدة النخامية
كيفية تشخيص الحالة
يمكن اكتشاف مرض الكبد الدهني من خلال بعض الفحوصات المخبرية منها تحليل إنزيمات الكبد، مخزون الحديد (Ferritin)، الأشعة بالموجات فوق الصوتية على البطن وهي أكثر الفحوصات أهمية حيث تصل دقتها في التشخيص لـ94%، أشعة فيبروسكان.
بعض الحالات يمكن أن يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من الكبد لفحصها، وذلك في حال قلة عدد الصفائح الدموية أو كرات الدم البيضاء أو وجود أنيميا أو في حال ارتفاع مخزون الحديد أكثر من مرة ونصف عن الحد الأعلى للطبيعي، لأن ذلك يعني أن المريض يعاني من الكبد الدهني مع وجود التهاب أو تليف في الكبد، أو إذا كان سن المريض أكبر من 45 عاما ويعاني من السمنة أو السكر.
من أبرز المضاعفات والمخاطر التي يتعرض لها مرضى الكبد الدهني:
- إحتباس السوائل في الجسم
- ضمور في العضلات
- نزيف داخلي
- يرقان
- في بعض الحالات قد يحدث إلتهاب وتندب للكبد
- فشل كلوي
- تطور للأورام في الكبد
خطوات العلاج
يوصي الأطباء بضرورة تناول مضادات الأكسدة (فيتامين هـ) لتقليل الإلتهابات التي يمكن أن تسببها دهون الكبد، وتجنب الأدوية التي يمكن الاستغناء عنها كالمسكنات أو المكملات الغذائية والاعتماد على الغذاء الصحي بدلا منها، وعدم الإسراف في المضادات الحيوية، لأن كل ذلك يشكل حملا زائدا على الكبد.
ورغم وجود بعض العلاجات والادوية ذات الفعالية العالية، الا ان اولى خطوات العلاج تكمن في خسارة الوزن عبر اتباع نظام غذائي خاص خال من الدهون وفي حالات البدانة المفرطة قد يضطر المريض الى إجراء عمليات جراحية لخسارة الوزن.
إن خسارة حوالى خمسة بالمائة من الوزن كفيلة في حماية المريض من المضاعفات الخطيرة التي يمكن ان يعاني منها مرضى الكبد الدهني.
من الخطوات الوقائية الواجب اتباعها:
- إتباع النظام التغذية الصحي مثل تناول الطعام قليل الدهون وغني بالألياف وقليل السعرات الحرارية.
- التحكم بمرض السكر وإرتفاع الكوليسترول
- خسارة الوزن
- ممارسة الرياضة بانتظام
- تجنب الأدوية أو المكملات الغذائية بدون وصفة طبية.
- عمل الفحص الطبي السنوي بانتظام.
