رمضان

الصوم لتحسين صحة القلب

طريقة فعّالة لعكس اتجاه المرض القلبي الوعائي

يعتبر مرض القلب السبب الأول للوفيات حول العالم؛ وهو السبب الرئيسي للوفاة في أوساط الجماعات العرقية والإثنية. وعلى مرضى القلب اتباع حمية صحية تماما مثل الناس الآخرين للوقاية من جميع الأمراض. ومرضى العلل المزمنة، كالأمراض القلبية الوعائية وفرط التوتر/ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكولسترول، غالبا ما يتساءلون عما إذا كان في وسعهم أن يصوموا أم لا، وكيف يتعاملون مع تناولهم أدويتهم. وعلى المريض اتباع المشورة الصحية، وتعليمات الطبيب وتوصياته في خلال هذه الفترة.

للصيام فوائد عدة بالنسبة إلى القلب والنظام الدوراني بعامة. ويتيح شهر رمضان فرصة للتجدد ولزيادة الحيوية ووظائف الخلايا لأن الصوم يسفر عن تأثيرات هامة، بما في ذلك:

  • ينتقل الجسم في خلال الصيام إلى دورة نزع السموم، فيستخدم طاقته ليس لهضم الطعام، ولكن لتنقية الجسم من السموم المتراكمة وشفاء أجزائه المريضة. ومع تقدم الصيام يستهلك الجسم كل ما يمكنه، وبخاصة إذا لم يكن ضروريا لوظيفة البدن. يشمل ذلك البكتيريا على أنواعها والفيروسات والأورام التليُّفية، والفضلات/الترسّبات في الدم، وكل التراكمات حول المفاصل والدهن المُخَزَّن.
  • يشير السجل التاريخي إلى أن البشر مصممون حسب نظام النشوء والترقي لأن يصوموا. والصوم مقاربة آمنة إلى الشفاء يعرف الجسم جيدا كيف يحسن تطبيقها.
  • علاوة على تخليص الجسم من السموم المتراكمة، يتيح الصوم الوقت أيضا لترميم الخلايا المتلفة وإبدالها. لذلك تشعر بعد فترة الصوم أنك خالٍ ونظيف وأعظم حيوية ونشاطا.
  • يعتبر الصوم مفيدا بصورة استثنائية في المرض القلبي الوعائي المزمن وفشل القلب الاحتشائي وخفض التريغليسرين على أنواعه ومجمل الكولسترول، وزيادة مستويات الكولسترول عالي الكثافة في مقابل تحسين أعراض أمراض القلب.
  • يساعدنا الصوم في التخلص من العادات السيئة والضارة كالتدخين مع خفض استهلاك الكفايين الموجود في الشاي والقهوة والسودا.

من الشيق أن تجد دراسة أخيرة أن الصوم ينقص البروتين الدهني (الشحم) منخفض الكثافة أو الكولسترول السيئ عند الأصحاء، ويخفض أنواع التريغليسرين المتصلة بالأمراض القلبية الوعائية. كما يعتقد المعنيون أن الصوم قد يحسّن طريقة استقلاب الجسم للسكر، الأمر الذي يؤدي إلى التحكم بالوزن وخفض خطر الإصابة بالسكري.

صيام رمضان

يضخ القلب الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة، ويفيد الجهاز الهضمي بنسبة 10% من كمية الدم، ولكن الجهاز الهضمي في الصوم يستريح ويشرع القلب بضخ هذا المقدار؛ وهذا يساعد مرضى القلب في تحسين حالتهم الصحية. ويفترض بالتوصيات الصحية المتعلقة بالحمية أن تشمل:

  • تجنب فرط الأكل في الإفطار، لأن الكثير من حالات النوبات القلبية الحادة تحدث بعد تناول المريض وجبة دسمة. يعزى هذا إلى حقيقة انسحاب الدم من الأعضاء ليتحول إلى المعدة للمساعدة في الهضم. هكذا يتقلص مقدار الدم في الدماغ وشرايين القلب التاجية وبخاصة في حال تصلب الشرايين وتضيقها، الذي يسبب ألما في الصدر أو نوبة قلبية حادة. لذلك يوصى بتقسيم الإفطار إلى وجبتين خفيفتين بدلا من وجبة واحدة ثقيلة دسمة؛ عندئذ يتاح وقت كافٍ أمام الإنسولين حتى يحرق الطعام في المعدة، ولن يشعر المرء بالامتلاء.
  • تحاشي فرط الانغماس في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكولسترول. لعل شهر رمضان يشكل بداية حمية صحية ونمط عيش أحسن يساعد في إنقاص الوزن وإزالة الكولسترول والدهون، وبخاصة في الشرايين التاجية إضافة إلى تقليص السكري وضغط الدم.
  • متابعة مرضى القلب إذا كانوا يتقيدون بعلاجاتهم، ولا ينسون تناول أدويتهم التي يجوز توزيعها من الإفطار إلى السحور، مع الأخذ بمشورة الطبيب. إذا كان ذوو المرض القلبي الوعائي يتمتعون بالاستقرار، فإنهم لن يواجهوا مشكلة في الصيام. في الوقت نفسه، يمكن لمريض الذبحة الصدرية المعاني ألما في الصدر أن يصوم شريطة تناوله الأدوية الجائز توزيعها على الإفطار والسحور. ولا يوصى للمرضى المصابين بنوبات قلبية حادة بالصوم نظرا إلى حاجتهم المتواصلة إلى تناول الأدوية.

فرط التوتر

يعد فرط التوتر/ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة في المجتمعات، ولكن المرضى الخاضعين لفرط توترهم يمكن لهم أن يصوموا بأمان. مع ذلك، ننصح مرضى فرط التوتر بمراجعة أطبائهم قبل بداية رمضان للتحقق مما إذا كان في وسع أحدهم أن يصوم بأمان بينما يتناول الأدوية المناسبة لجهة الجرعات والتوقيت وزيادة استهلاك السوائل تحاشيا للتجفاف/جفاف ماء الجسم في اليوم التالي.

على مريض فرط التوتر تجنب المأكولات الدهنية والمخللة والكفايين، مع تقليص ما يتناولونه من حلويات قد تزيد الوزن وتعيق كفاية الأدوية الموصوفةلارتفاع ضغط الدم.

إذا أمكن، ينبغي لمريض فرط التوتر أن يعمل بمشورة طبيبه لتناول الأدوية لأمد طويل لمرة أو مرتين في اليوم. أما المريض الذي يتناول أكثر من جرعتين أو يخضع لعلاج خاص بفرط التوتر، فينبغي له مراجعة طبيبه للتحقق مما إذا كان بمقدوره أن يصوم.

ذوو المرض القلبي الوعائي

تعد طفيفة آثار الصوم على ذوي المرض القلبي المتمتعين بالاستقرار، ويجوز لغالبيتهم تحمل صيام رمضان دون أي أثر سلبي على صحتهم. وفي وسع المريض أن يمتنع عن الطعام كليا في خلال الصوم، ولكن عليه توخي الحذر في الإفطار. والامتناع عن تناول الطعام في ساعات الصوم يقلص الضغط على القلب على الأقل بنسبة 25% بسبب تناقص مستوى الإجهاد الذي يقوم به القلب. أما المرضى الذين يعانون فشل القلب الاحتشائي، أو أولئك الذين يحتاجون جرعات كبيرة من مدرات البول، فينصح لهم بقوة ألا يصوموا، ولا سيما عندما يحل رمضان في أشهر الصيف.

أعراض النوبة القلبية في خلال الصوم

ألم الصدر أو انزعاجه الذي قد يشبه الإحساس بالضغط أو العصر أو الامتلاء أو الألم. ولعله يضفي الشعور بالحرقة أو التخمة وعسر الهضم. وربما كان الإحساس خفيفا أو حادا. الانزعاج في الجزء الأعلى من الجسم، إذ قد يشعر المريض بالألم أو الانزعاج في أحد ذراعيه أو كليهما، أو ظهره أو كتفيه أو عنقه أو الجزء الأعلى من معدته وضيق النفس، الذي قد يكون العارض الوحيد، أو لعله يحدث قبل أو بموازاة ألم الصدر أو انزعاجه. ويوصى بشدة بتناول السوائل بين الإفطار والسحور لتقليص خطر النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

أما النصيحة العامة الواجب التفكير فيها، فهي عدم القيام بالكثير من الجهد الذي يسبب فقدان السوائل من الجسم، وبخاصة عند مرضى السكري وارتفاع الكولسترول وفرط التوتر بسبب تعرضهم أكثر من غيرهم للنوبات القلبية أو السكتة الدماغية. من واجب هؤلاء المرضى زيادة ما يتناولونه من سوائل وخضار وسلطات، وإنقاص استهلاك الحلويات والمأكولات الدهنية. وعلى الصائمين في رمضان أخذ سعرات حرارية أقل من المعتاد واختيار الأطعمة عالية القيمة الغذائية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى