صحة عامة

مضخات الانسولين… أفضل الحلول العلاجية للسيطرة على نوبات السكري

مضخة الانسولين تعتبر الخيار العلاجي الامثل لمرضى السكري من النوع الثاني الذين يحتاجون الى العلاج بواسطة الحقن.

فالانتشار الواسع لمرض السكري من النوع الثاني المعتمد على الانسولين كان كفيلا بالقيام بدراسات وأبحاث عديدة في سائر أنحاء العالم من اجل التوصل الى آليات علاجية تخفف من عناء هذا المرض المزمن الذي لا علاج شاف منه.

كان السبيل الى ذلك من خلال تطور العلاجات الفعالة والآمنة الى جانب تثقيف المريض وتعليمه كيفية التعايش مع المرض.

وقد جاءت الدراسات الحديثة لتثبت ان مضخات الانسولين هي العلاج الأفضل للأطفال المصابين بالسكر، وهي آمنة لمدة تصل إلى خمس سنوات خاصة بين المرضى الذين يعانون من مرض السكر النوع الثاني، حيث ان المضخة تعتبر خيارا علاجيا مفيدا للذين فشلوا في السيطرة على مستويات السكر في الدم عن طريق حقن الانسولين.

باحثون وعلماء في هذا المجال أكدوا أن مضخات الانسولين تعد الخيار الأفضل للاستراتيجيات العلاجية الجديدة خاصة في حال فشل النظم العلاجية التقليدية بواسطة الحقن، لاسيما ان حوالى 30% من مرضى السكر من النوع الثاني الذي يحتاجون إلى حقن الانسولين يفشلون في السيطرة على مستويات السكر في الدم عن طريق الحقن المتعددة يوميا، وفي مثل هذه الحالات تعد مضخة الانسولين الخيار الأمثل.

لطالما كانت حاجة مريض السكري الى الحقن الذاتي يوميا محنة كبيرة الى حد ان بعض الأطفال والمراهقين يفضلون تفويت جرعة الانسولين لكي لا يتحملوا عناء الحقنة ما يؤدي الى عواقب صحية وخيمة.

 فالمخاوف التي تراود مريض السكري جراء الحقن المتكرر للانسولين تجعله أمرا في غاية الصعوبة في حين ان لا بديل لهم عن ذلك نظرا لعدم قدرتهم على إفراز الانسولين بالشكل الطبيعي.

 الا ان التطور التكنولوجي أتاح لهم فرصة التخلص من هاجس الحقن من خلال مضخة الانسولين التي تزوّد الجسم بالكمية التي يحتاجها وفي الوقت الذي يريد ما خفف من الخوف من الحقن المتكرر من جهة، واسهم في التحكم بمستوى السكري لاسيما خلال ساعات الليل.

حل علاجي بديل

التطور الحاصل في مجال التكنولوجيا الطبية أسهم في ابتكار هذا الحل العلاجي البديل بالنسبة للمصابين بمرض السكري المعتمد على الانسولين.

 فالعلاج بمضخة الانسولين يقلل بشكل كبير من خطر حدوث حالات نقص سكر الدم وفي الوقت ذاته يلغي حاجة المرضى لحقن أنفسهم خلال اليوم ويوفر قدرةً أكبر على التحكم بمستوى السكر في الدم.

 النتيجة طبعا السيطرة على المرض وقدرة المرضى على خفض مضاعفات مرض السكري على المدى الطويل كالأضرار في العيون، والقلب، والكلى، والجهاز العصبي.

كيف يتم استعمالها؟

هذا الانجاز على مستوى علاجات مرض السكري هو أشبه بالهاتف المحمول؛ فالمضخة هي عبارة عن جهاز صغير الحجم توضع خارج الجسم ولكن متصلة فيه من خلال وجود قسطرة تحت الجلد لتقديم جرعات قصيرة المفعول من الانسولين على مدى الساعة حيث تفرز جرعات الانسولين على مستويين الضعيف والمتوسط للدم حتى في حال عدم تناول المريض للطعام أو أثناء نومه ليظل مستوى السكر مستقرا في الدم.

يمكن وضعها في أماكن متفرقة من الجسم مثل أعلى الذراعين او أعلى الفخذين وحول السرّة  ويمكن تغييرها كل ثلاثة أيام من منطقه الى أخرى.

ومن السهل زيادة وخفض كمية الانسولين المسربة ببساطة عبر الضغط على بضعة أزرار؛ كما يمكن أن يتم تعديل المضخة بشكل آني بحيث تسمح بممارسة التمارين الرياضية أو خلال اشتداد المرض أو لتسريب كميات صغيرة من الانسولين لتغطية الوجبات والوجبات الخفيفة.

استخدام مضخات الانسولين، وبحسب الدراسات، يعمل على تخفيض نوبات ارتفاع السكر في الدم الشديدة أو حالات الانخفاض الشديد.

وفي شرح لآلية عملها، فهي تقوم بضخ الانسولين للجسم بشكل متواصل علي مدار 24 ساعة بجرعات مبرمجة من قبل الطبيب المعالج وهذا ما يسمي بالضخ الأساسي لمضخة الانسولين.

من جانب آخر، فعندما يتناول المريض وجبته الغذائية ويدخل كمية الغذاء المتناول بالجرامات من الكربوهيدرات، تقوم المضخة بضخ الانسولين الذي يتناسب مع كمية الكربوهيدرات وهذا ما يسمى بالضخ الغذائي.

يوجد ايضا الضخ التصحيحي حيث تقوم المضخة بتصحيح السكر ليكون في مستواه الطبيعي عندما يرتفع بحيث تكون جميع قراءات  السكر اليومية في المستوي الطبيعي.

من مميزات مضخة الانسولين 

  • تحسين نوعية الحياة
  • التخلص من حقن الانسولين
  • التحكم بمستوى السكري بطريقة افضل
  • الحد من خطر التعرض لهبوط السكر او لارتفاعه
  • المساعدة في تخفيض نسبة سكر الدم التراكمي
  • الوقاية من مضاعفات السكري أو تأخيرها
  • تتناسب مع جميع الفئات العمرية

التعايش مع المرض بمرونة 

أكدت الدراسات التي أجريت علي الأشخاص المصابون بداء السكري والذين يستخدمون مضخة الانسولين بان حياتهم العملية تفوق بجودتها حياة نظرائهم الذين يتبعون طريقة المعالجة الكلاسيكية بالحقن اليومية.

وعلى الرغم من سهولة استخدامها، الا ان ذلك لا ينفي اهمية تثقيف المريض ومن حوله في استخدام الجهاز والعناية  به بما يتناسب مع التقنية العالية للجهاز؛ ان تثقيف المريض وتعليمه كيفية حساب كمية الكربوهيدرات التي تناولها ليدخل الكمية التي يحتاجها من الانسولين الى المضخة امر غاية في الاهمية لنجاح العلاج بواسطة المضخة.

كما ان وجود المضخة لا ينفي ضرورة إجراء التحاليل المنزلية للسكر في الدم وإدخال القراءات في الجهاز لكي تقوم المضخة بتصحيح القراءات المرتفعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى