الثلاسيميا… عملية زرع نقي العظم أمل المرضى بالشفاء
هو اضطراب في الدم ينتقل بالوراثة يجعل الجسم ينتج الهيموجلوبين بشكل أقل، والهيموجلوبين يعمل على مساعدة خلايا الدم الحمراء أن تنشر الأوكسجين من خلال الجسم، وانخفاض مستوياتها قد يسبب فقر الدم، والنتيجة هي الشعور بالضعف والتعب، ومن ثم قد تتطور الحالة الى فقر الدم الشديد ليلحق الضرر بالأعضاء ويؤدي إلى الوفاة أحيانا.
الثلاسيميا من الأمراض التي تحتاج الى لعلاج مدى الحياة يتم على شكل عمليات نقل دم شهرية وتناول يومي لدواء لإزالة الحديد الزائد في الجسم، قبل ان يترسب في أجزاء مختلفة من الجسم.
المشكلة تكمن في ان أعراضه لا تظهر فورا عند الولادة، لان طفل الثلاسيميا لا يختلف مظهره عن بقية حديثي الولادة ولكن سرعان ما يبدأ الطفل بالمعاناة من فقر الدم، ويظهر ذلك بشحوب في الوجه ويصبح عرضة للالتهابات وينخفض مستوى خضاب الدم الهيموجلوبين عنده وبناء على ذلك سيحتاج الطفل الى عمليات نقل دم دورية.
تظهر أعراض الإصابة على المريض خلال السنة الأولى من العمر، فبعد ولادة الطفل بفترة (3-6 شهور)، ونتيجة لتكسر خلايا الدم الحمراء المبكر تبدأ الأعراض بالظهور وهي ”شحوب البشرة، مع اصفرار أحيانا، والتأخر في النمو، وضعف الشهية، وإصابات متكررة بالالتهابات، إضافة الى التغير في شكل العظام، خصوصاً عظام الوجه والوجنتين، وتصبح ملامح الوجه مميزة، ويحدث تضخم في الطحال والكبد، ويتأخر نمو الطفل.
اما في الحالات البسيطة (لدى حاملي المرض)، فقد يحدث فقر دم بسيط بدرجة لا يكون فيها بادياً للعيان ويعيش صاحبه بشكل طبيعي جداً ولا يحتاج الى علاج، وقد لا تكتشف هذه الحالات الا بالصدفة.
يعتمد علاج الثلاسيميا على نقل الدم للمصاب بشكل متكرر لتوفير الهيموغلوبين الذي يحتاجه الجسم؛ عمليات نقل الدم آمنة للغاية نظراً لطرق الفحص الدقيقة المستخدمة لفحص دم المتبرع. ومع ذلك فإن العيب الوحيد لعمليات نقل الدم المنتظمة هو أنها تترك الكثير من الحديد في الجسم. يُضاف هذا إلى الحديد الإضافي المأخوذ من الغذاء، ما يعني أن المصابين بالثلاسيميا بيتا الكبرى الذين يخضعون لعملية نقل الدم يجب أن يُعالجوا للتخلص من الحديد الزائد من الجسم.
ولكن للتخلص من عمليات نقل الدم المتكررة، يمكن إجراء عملية زرع نقي العظم وهي عبارة عن استبدال نقي العظم المتضرر بنقي عظم من شخص متبرع غير مُصاب بالثلاسيميا. يبدأ عندها نقي العظم الجديد بإنتاج خلايا الدم السليمة.