مقابلات

الدكتور محمد التيناوي

الأخصائي في جراحة الكلى والمسالك البولية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

الدكتور محمد التيناوي

“REZUM أصبحت المعيار الذهبي لعلاج تضخم البروستات

إستقطب مركز كليمنصو الطبي في بيروت تقنية حديثة لمعالجة تضخم غدة البروستات هي الأولى من نوعها وهي تقنية REZUM التي تحولت الى المعيار الأساس في علاج نحو 80 بالمئة من حالات التضخممجلة “المستشفى العربي” التقت الأخصائي في جراحة الكلى والمسالك البولية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت الدكتور محمد التيناوي للوقوف على أهمية هذه التقنية الحديثة وفوائدها في علاج تضخم البروستات.

يقول الدكتور التيناوي إن هذه التقنية ساهمت في وضع حد لمخاوف الرجل من عملية البروستات وما ينتج عنها من مضاعفات ما بعد الجراحة تؤثر سلباً على حياته في مختلف جوانبها لتتحول اليوم الى المعيار الذهبي في علاج تضخم البروستات.

REZUM هي تقنية بسيطة لكن مفعولها كبير، حيث نقوم بالدخول الى الطبقة الداخلية من غدة البروستات عبر المنظار بواسطة إبرة رفيعة جداً لضخ كمية من بخار الماء تحت ضغط عالٍ لتذويب التضخم الحاصل؛ بسبب الحرارة المرتفعة يتم قتل الخلايا المتضخمة التي تسبب ضغطاً على مجرى البول ما يؤدي الى القضاء على طبقة من البروستات ليمتصها الجسم في فترة تصل الى ثلاثة أشهر. 

فوائد REZUM

فوائد هذه العملية مهمة للغاية؛ يقول دكتور التيناوي إن أهم ما في الأمر هو الحد من معاناة الرجل في مرحلة ما بعد العملية من سلس بولي وعدم القدرة على ممارسة حياته الجنسية كالمعتاد، حيث لم يتم تسجيل أي من هذه المضاعفات بعد استخدام REZUM في مختلف البلدان.  ثم ان هذه العملية تحتاج الى ما لا يزيد عن 15 دقيقة وتحت تأثير التخدير الموضعي حيث يمكن للمريض ان يعود الى منزله ويمارس حياته الطبيعية ولا يوجد أي ألم ولا نزيف، على ان يزور عيادة الطبيب بعد أسبوع لإزالة الميل، على عكس ما كان يُجرى في السابق من عملية تحتاج الى نحو ساعتين تحت تأثير التخدير العمومي وما لذلك من مضاعفات مثل النزيف وطول فترة التعافي والمكوث في المستشفى.

فالعملية التقليدية التي كانت سائدة هي عبارة عن تجريف البروستات اي الدخول إليها عبر الإحليل واستئصالها من الداخل الى الخارج فيعود مجرى البول الى طبيعته؛ هذه العملية تحتاج الى حوالى ساعة الى ساعيتين مع مضاعفات ما بعد العملية حيث ان معظم الرجال أي نحو 90 بالمئة منهم تتأثر حياتهم الجنسية.

لكن، هل يمكن إجراء هذه العملية لجميع حالات التضخم؟

يقول دكتور التيناوي إن  هذه العملية يمكن إجراؤها لحوالى 80 بالمئة من حالات التضخم؛ “فعلياً،  المسألة هنا تعتمد على نموذج كِبر غدة البروستات وهو أمر يختلف من رجل لآخر، ففي بعض الاحيان تكبر غدة البروستات الى الداخل فتضغط على مجرى البول او يمكن ان يكون جانبي البروستات متّصلَين في ما بينهما وأحياناً أخرى يكون التضخم في المنطقة السفلى”. 

هذه النماذج تمثل ما نسبته 80 بالمئة من الحالات، أما الـ20 بالمئة المتبقية فيكون لديهم نسبة مرتفعة جداً من التضخم بحيث يصل حجم البروستات الى نحو 150 وهو ما يحتاج الى تدخل جراحي عبر البطن، وهناك نماذج اخرى من التضخم لا تفيدها هذه العملية.

هل يمكن ان يحتاج المريض الى تكرار هذه العملية؟ ومتى؟

يمكن تكرار العملية بعد سنوات تصل الى ما بين اربع الى ست سنوات وفق ما أثبتته الدراسات في هذا المجال، والسبب في ذلك هو ان غدة البروستات تستمر في النمو ما يعني إمكانية تكرار التضخم مع مرور الوقت والسنوات.

يقول دكتور التيناوي: “ما أود الإشارة إليه هو ان غدة البروستات لا تتوقف عن النمو في مختلف حياة الرجل، فالبداية تكون بمرحلة الشباب بحجم يبلغ حوالى 20 ميلليتر ليصل الى مرحلة الخمسينات بحجم 40 الى 50 ميلليتمر وهو امر طبيعي ما يجعل التضخم من المظاهر الطبيعية في مرحلة ما من حياة الرجل؛ لكن الامر هنا يختلف من رجل لآخر بحسب نموذج التضخم، فمثلا هناك نموذج من تضخم البروستات يكون نحو الداخل فيضغط على مجرى البول ونموذج آخر يكون الى الخارج فلا يؤثر على مجرى البول والمقصود هنا ان ليس كل رجل تكبر لديه غدة البروستات يعاني من التضخملعل هذا هو سبب التفاوت في العمر الذي يبدأ به التضخم في حياة الرجل حيث يمكن ان يظهر في الخمسينات او السبعينات مثلاً”. تبدأ مشاكل غدة البروستات لدى الرجال بعد عمر الخمسين ولكن ليس كل الرجال يعانون من ذلك وإنما معظمهم، وحوالى 40 بالمئة من الرجال تظهر لديهم مشاكل غدة البروستات في عمر الستين وربما في بداية السبعين حيث ترتفع النسبة الى نحو 80 بالمئة مع التقدم في العمرلذلك، يقول دكتور التيناوي إن العلاج الدوائي هو جيد جداً ولكن يخدم لفترة معينة إلى أن يصل التضخم الى مرحلة لا ينفع معها الدواء فيكون التدخل الجراحي هو الحلوقد دخلت تقنية REZUM لتتحول اليوم الى أولى خيارات العلاج وأهمها.

في الختام، يؤكد دكتور التيناوي على اهمية المتابعة الدورية لدى الطبيب المختص بعد عمر الخمسين من خلال إجراء فحص الـPSA وفحص الإصبع السريري للكشف عن أي مشكلة قد تصيب غدة البروستات وهي إجراءات روتينية على كل رجل ان يجريها على صحة السلامة لتجنب المشاكل الصحية والحد من تطورها، مشيراً الى ان أمراض البروستات سواء التضخم او حتى السرطان تحتاج الى سنوات لكي تبدأ عوارضها بالظهور ما يعني ان الكشف المبكر يسهم الى حد كبير في القضاء عليها وعلاجها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى