مقابلات

السيد نسيب نصر

في إضاءة على أبرز الإنجازات والدروس المستفادة بعد الجائحة

في إضاءة على أبرز الإنجازات والدروس المستفادة بعد الجائحة

مدير عامّ مستشفى أوتيل ديو دو فرانس السيد نسيب نصر: “التحديات خلقت منّا مستشفى أقوى قادر على تخطي الأزمات” 

لا يزال مستشفى أوتيل ديو دو فرانس بأجواء احتفالية المئة عام على تأسيسه، مرّ خلالها بظروف وعقبات عدّة إلا أنه استمر في توفير رعاية طبية عالية الجودة؛ من جائحة كورونا الى انفجار بيروت ووصولا الى الكوليرا من دون أن ننسى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، استطاع مستشفى أوتيل ديو دو فرانس أن يعالج كل هذه الصعوبات ليصمد في وجه التحديات إيماناً منه بأهمية الرسالة التي يحملها. مجلة “المستشفى العربي” حظيت بلقاء خاص مع مدير عام المستشفى السيد نسيب نصر للإضاءة على أبرز الإنجازات التي تحققت والدروس المستفادة خصوصاً بعد جائحة كورونا التي شكّلت ضغطاً هائلاً على القطاع الصحي.

لا يزال مستشفى أوتيل ديو دو فرانس بأجواء احتفالية المئة عام على تأسيسه. ماذا تحدثنا بهذه المناسبة؟

مع احتفالية المئة العام لتأسيس مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، أود التأكيد على أننا مستمرون بخطط واستراتيجيات للبقاء بشكل أقوى من قبل لأن العقبات التي مررنا بها، ولا نزال، خلقت منّا مستشفى أقوى قادر على إدارة الأزمات وتخطيها لا بل والتعايش معها.

لقد تمكن مستشفى أوتيل ديو من خلق شبكة مستشفيات كانت بحاجة الى دعم وهي مستشفيي السان شارل والمونسنيور القرطباوي.  فقمنا بتوسيع هذه الشبكة من خلال ضم هذين المستشفيين الى مستشفى أوتيل ديو ليكونا تحت إدارتنا الكاملة والشاملة.

بالنسبة لنا، تعتبر هذه الخطوة مهمة للغاية وهي أشبه بالمشروع الوطني الكبير لأننا تمكّنا من توسيع شبكة مستشفياتنا والطاقة الإستيعابية لنا وذلك في مناطق عدة، وأهم ما في هذه الخطوة أيضا هي حماية هذين المستشفيين من الإقفال.

وفي العام المقبل سنقوم بخطوة مشابهة من خلال ضم مستشفيين إضافيين في مناطق مختلفة ليحصل المرضى على الخدمات الطبية والإستشفائية تماماً كما وأنهم في مستشفى اوتيل ديو. هذه الخطوة ساهمت في تعزيز العلاقة التاريخيّة المشهود لها بين الرهبانيّة اليسوعيّة ورهبانيّة القلبين الأقدسين على مستوى إنشاء مشروع طبي كبير للنهوض بالمستشفيين.

مع انتهاء جائحة كورونا وعودة الحياة الى طبيعتها، ما هي الدروس المستفادة من هذه الجائحة؟ كيف تقيّمون تجربتكم؟

لا شك أن جائحة كورونا كان لها الأثر الكبير ليس فقط على القطاع الصحي بل على المجتمع ككل حيث جاءت بشكل مباغت لم يكن أحداً ليتوقع حدوث مثل هذه الجائحة عالمياً. إن ما قمنا به في مستشفى أوتيل ديو هو التحرك منذ اللحظة الأولى، فكنا من أوائل المستشفيات التي أنشأت قسماً خاصاً لمرضى كوفيد19 وفق معايير عالمية لمنع انتشار العدوى والسيطرة عليها مع اتباع أحدث بروتوكولات العلاج. ومع وصول اللقاح، افتتحنا اول مركز للتلقيح حيث كنا نستقبل يوميا ما بين 2500 و2800 مريض.

في تلك الفترة، شكّلت هذه الجائحة ضغطاً كبيراً على الفرق الطبية العاملة ضمن المستشفى من أطباء وممرضين ولكننا تمكّنا من استيعاب الأمر وتخطي آثار الجائحة.

التجربة كانت مهمة للغاية لأنها خلقت قوة ومتانة وتماسك لا مثيل له ضمن الأطقم الطبية في مواجهة الجوائح والتحديات الصحية، وهو ما نراه اليوم في التعامل مع الكوليرا فما مررنا به من تحديات مكّننا اليوم من خلق هذه الصلابة في التعاطي مع الأزمات.

ماذا عن التحديات الأخرى؟  كيف تخطيتموها؟

جائحة كورونا لم تكن هي التحدي الوحيد بالنسبة لنا او للقطاع الصحي بشكل عام؛ فالواقع الاقتصادي الصعب الذي يمر به لبنان هو تحد جديد بالنسبة لنا حيث تطلب الامر استراتيجية عمل مختلفة من أجل الحد من آثاره لا سيما وأننا نتعامل مع مرضى بحاجة الى رعاية ومستلزمات ولا ينبغي أن يشعروا بأي فارق. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة التي أدت الى هجرة اليد العاملة، حيث خسرنا نحو 33 طبيب وحوالى 135 ممرض وممرضة، إلا أننا أعددنا هيكلية عمل مختلفة على صعيد الموارد البشرية وقمنا بتوظيف 200 ممرضة وإعادة ستة أطباء الى المستشفى.

بالإضافة الى ما سبق، لا ننسى إنفجار بيروت وما خلّفه من ضغط على المستشفى في ظل تضرر المستشفيات المحيطة واستقبال أكثر من 800 مريض في ساعتين وتمكنا من إسعافهم.

كل هذه الصعوبات خلقت روح التفاني والتعاون بطريقة مختلفة في حياتنا اليومية، مع الحفاظ على نوعية الخدمات الطبية وكفاءتها.

يتميز مستشفى اوتيل ديو بخبرته العريقة على مستوى برامج مكافحة العدوى. ما هي أهمية هذا البرنامج  وكيف ساعدكم ذلك خلال الجائحة؟   

في الواقع، وفي ظل غياب التدقيق المحلي، لا يمكن لنا إلا أن نكون على مستوى ثقة المرضى بنا ولا يمكننا أن نتوقف عن المراقبة والتدقيق واتباع الإرشادات العالمية على مستوى الإعتماد وذلك نابع من اقتناع شخصي ومؤسّساتي من إدارة المستشفى.

لقد استمرينا بالعمل في هذا المجال وربما بدقة أكثر من قبل، حيث حافظ قسم إدارة الجودة على عمله في مراقبة أقسام المستشفى كافة لنبقى ضمن المستوى المطلوب وربما أفضل. نحن ملتزمون باتباع إجراءات صارمة على مستوى برامج مكافحة العدوى من خلال التزامنا بالمعايير العالمية في ظل بروتوكول التعاون مع مستشفيات ليون في فرنسا، حيث زارنا مؤخراً ممثلون من فرنسا للإطلاع على الإجراءات المتبعة والقيام بالتدقيق اللازم في سائر الأقسام، الى جانب التعرّف على كيفية تعاطي الفريق الطبي مع الازمات؛ وأعتقد أنهم في ختام جولتهم ربما تعلّموا منّا كيفية التعاطي مع الأزمات لا سيما بعد مرورنا بتجربة إنفجار بيروت وقدرتنا على استيعاب عدد ضخم من المرضى بوقت قياسي. على المستوى المحلي، أطلقت وزارة الصحة اللبنانية دورة جديدة لاعتماد المستشفيات سنكون نحن من يجري التدريب وذلك بطلب من الوزارة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى