كيف تحدث متحوّرات فيروس كورونا؟ وما مدى فعالية اللقاحات ؟
تزداد فرص تحوّر الفيروسات بزيادة انتشارها فتم رصد آلاف التغييرات الطفيفة في فيروس كورونا لكن معظمها لم يكن لديها أي تأثير يُذكر.
في المقابل، قد تؤدي بعض التحورات الى ظهور أنواع جديدة بشكل يمكّنها من البقاء والتكاثر لتصبح هي النماذج المهيمنة.
تتحوّر كل الفيروسات بشكل طبيعي بمرور الوقت، وتسمى الفيروسات المتحورة بالسلالات، معظمها لديها تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس، وفقا لمنظمة الصحة العالمية والكثير منها يختفي بمرور الوقت. لكن من حين لآخر يكون الفيروس محظوظاً من خلال التحور بطريقة تساعده على البقاء والانتشار.
ما هي أبرز المتحورات؟
معظم التغييرات التي شهدها فيروس كورونا لم يكن لها تأثير يُذكر على مسار الجائحة، لكن بعض الطفرات أدت لظهور متحورات جديدة تمتلك خصائص مختلفة عن الشكل الأصلي للفيروس، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى وضع تصنيفين أساسيين لتحديد المتحورات بحسب درجة خطورتها.
يضم التصنيف الأول حتى الآن 4 متحورات هي:
- المتحور “ألفا”: ظهر في بريطانيا في سبتمبر 2020، ولديه قدرة على الانتقال أسرع من السلالة الأصلية، وأصبح يحوز في وقت قصير على أكبر نسبة من الإصابات في القارة الأوروبية.
- المتحور “بيتا”: تم رصده في جنوب أفريقيا في مايو 2020، هو أكثر عدوى أيضاً وقد تغلب جزئياً على الأجسام المضادة الناتجة عن الإصابات السابقة أو عن طريق التطعيم.
- المتحور “غاما”: اكتُشف في البرازيل، في تشرين نوفمبر 2020، وهو مشابه لمتحور “بيتا” مما سمح له من التفلت من بعض الأجسام المضادة.
- المتحور “دلتا”: أظهر قدرة على الانتقال أسرع من المتحور “ألفا”، وهو مثير للقلق حيث ظهر للمرة الأولى في الهند وانتشر في أكثر من مئة دولة. خطورة متحور دلتا تكمن في قدرة هذه السلالة على الإنتشار وتسببها بالعدوى بنسبة تصل إلى 60 بالمئة مقارنة بالسلالات الأخرى.
أما التصنيف الثاني فهو “المتحورات المثيرة للاهتمام”، وتضع فيه منظمة الصحة المتحورات التي أظهرت أنها تسبب “الانتقال المجتمعي للعدوى أو إذا تم اكتشافها في بلدان متعددة”، أو حسب معايير أخرى.
يضم هذا التصنيف حتى الآن 7 متحورات، يحوز اثنان منهما “إبسيلون” و”لامدا”، على اهتمام أكبر بعد نشر دراسات جديدة ترجح أنهما مثيران للقلق.
فعالية اللقاحات على المتحورات الجديدة
أظهرت الدراسات فعالية اللقاحات بنسبة بلغت حوالى 90% في منع العدوى المصحوبة بأعراض، وفعالية أكبر في منع الحاجة إلى دخول المستشفى والعناية الفائقة والموت جرّاء عدوى كوفيد-19 الناجمة عن مُتحوِّرات فيروس كورونا 2 ، لكن ذلك يحدث فقط بعد تلقّي جرعتين من اللقاح إذ لم يثبت تلقّي جرعة واحدة من هذه اللقاحات أيّ فعالية.
تشير الأبحاث المبكرة إلى أن جرعتي لقاح فايزر-بيوإنتيك تعطي فعالية بنسبة 88٪ في الوقاية من المرض المصحوب بأعراض في حال الإصابة بسلالة دلتا من كوفيد – 19. كما أن اللقاح فعال بنسبة 96% في الوقاية من الإصابة بحالة مرضية شديدة في حال الإصابة بسلالة دلتا من كوفيد – 19. كما أظهرت الأبحاث أن اللقاح فعال بنسبة 93٪ في الوقاية من المرض المصحوب بأعراض في حال الإصابة بسلالة ألفا من كوفيد – 19.
على صعيد متصل، جاءت الدراسات الجديدة حول فعالية لقاح أسترا زينيكا ضد المتغيرات بيتا ودلتا مبشّرة، حيث وجد الباحثون أن جرعة واحدة من اللقاح أنتجت استجابة قوية للأجسام المضادة.
اللقاحان فايزر وأسترازينيكا يمنحان حماية بنسبة تصل إلى 90% من شدة المرض التي تتطلب الدخول للمستشفى بسبب الإصابة بالمتغير دلتا.
أما لقاح موديرنا، فالأبحاث توصلت إلى أن أخذ جرعة واحدة منه تعطي فعالية بنسبة 72% في الوقاية من المرض المصحوب بأعراض في حال الإصابة بسلالة دلتا من كوفيد – 19. كما أن جرعة واحدة من اللقاح فعالة بنسبة 96% في الوقاية من الإصابة بحالة مرضية شديدة في حال العدوى بسلالة دلتا من كوفيد – 19.
لقاح جونسون آند جونسون فعال بنسبة 85٪ في الوقاية من المرض الشديد الناجم عن سلالة دلتا من كوفيد -19.
وعليه، فإن اللقاحات توفر حماية عالية من الأمراض الشديدة المصاحبة لكوفيد-19، بما في ذلك العدوى التي تسببها المتحورات، كما تقلل اللقاحات من خطر الإصابة، لكنها ليست مثالية ولا تقضي تماماً على جميع المخاطر ما يحتم على الجميع الإستمرار في اتخاذ الإجراءات الإحترازية حتى بعد تلقي جرعتين من اللقاح.