إختبار الدم TSH… كيف نقرأه؟ وما هي دلالاته؟
اختبار TSH يتم استخدامه لمعرفة وظيفة الغدة الدرقية، ومن خلاله يتمكن الطبيب من تشخيص اضطرابات الغدة.
تكمن أهمية هذا الفحص في أنه يحدد السبب وراء إفراز كميات الهرمونات بصورة غير طبيعية، فيكشف نشاط الغدة الدرقية من عدمه، حيث أنه من خلال اختبار TSH يمكن للطبيب تحديد مدى عمل الغدة الدرقية.
TSH هو الهرمون المنبّه للغدة الدرقية، يتم إفرازه من الجزء الأمامي من الغدة النخامية بناء على أوامر من الهرمون المطلق للغدة الدرقية Thyrotropin-Releasing Hormone من تحت المهاد المخي، والذي يعمل على تحفيز نمو الغدة الدرقية وإفراز الهرمونات منها.
العلاقة بين هذا الهرمون وهرمون الغدة الدرقية علاقة وثيقة، فعندما يقل إفراز هرمونات الغدة الدرقية يزداد إفراز TSH، والذي بدوره يحفز الغدة الدرقية على إفراز هذه الهرمونات، وعندما يرتفع مستوى هرمونات الغدة الدرقية فإن ذلك يؤدي الى تثبيط إفراز TSH، ويفرز هذا الهرمون بقدر متباين خلال اليوم، حيث يكون أعلى تركيزا خلال الليل، وأقل تركيزا بين الساعة الخامسة والسادسة مساء.
كيف نقرأ تحليل TSH؟
المعدل الطبيعي لنسبة هرمون TSH هو 0.4 إلى 4 مليلتر لكل لتر.
عندما تكون النسبة أعلى من المعدل الطبيعي، فهذا يشير عادة إلى قصور الغدة الدرقية، حيث تكون الغدة الدرقية لا تنتج ما يكفيها من الهرمونات، وتكون الغدة النخامية بإنتاج المزيد من TSH لتحفيز ذلك.
عندما تكون النسبة أقل من المعدل الطبيعي، فيشير ذلك إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تقوم الغدة الدرقية بإفراز كمية هائلة من الهرمونات، في حين تقوم الغدة النخامية بإفراز نسبة أقل من هرمون TSH.
لماذا يتم إجراء تحليل TSH؟
يستخدم هذا التحليل في فحص حديثي الولادة لتشخيص قصور الغدة الدرقية مبكرا. كما يستخدم لاكتشاف وتشخيص أمراض الغدة الدرقية، ولمتابعة العلاج في حالات قصور الغدة الدرقية أو فرط النشاط فيها.
في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية تفرز الغدة كميات كبيرة من T3 و T4، وبالتالي يقل إفراز الغدة النخامية للهرمون ليقل مستوي TSH في الدم. في المقابل يزداد إفراز TSH في حالات قصور الغدة الدرقية كمحاولة لتحفيز الغدة الدرقية على إفراز المزيد من هذه الهرمونات.
في حال اظهر الفحص ارتفاعا في معدل الـ TSH فذلك يعني قلة نشاط الغدة الدرقية أي أنها لا تستجيب بالشكل المطلوب للتنشيط الذي يحدث عن طريق TSH، وهو ما يدفع الغدة النخامية إلى إفراز كميات متزايدة من هذا الهرمون لتحفيزها على أداء وظيفتها. كما يدل ارتفاع معدل الـTSH الى وجود ورم في الغدة النخامية يجعلها تفرز الهرمون بشكل متزايد من دون ضبط.
انخفاض معدل TSH يعني زيادة نشاط الغدة الدرقية بشكل كبير، حيث تعمل الهرمونات المفرزة منها على تثبيط عمل إفراز TSH من الغدة النخامية، او وجود ضرر في الغدة النخامية يمنعها من إفراز كميات كافية من TSH.
وظيفة الغدة الدرقية
تنظم وظائف الغدة الدرقية بآلية التغذية العكسية عن طريق الدماغ، فعندما تكون مستويات هرمون الغدة منخفضة، تنتج منطقة ما تحت المهاد في الدماغ هرمون يعرف باسم هرمون الثيروتروبين (TRH)، الذي يجعل الغدة النخامية (الموجودة في قاعدة الدماغ) تفرج عن هرمون تحفيز الغـدة الدرقية (TSH)، الذي يحفزها لإطلاق المزيد من هرمون T4. يتم التحكم في الغدة الدرقية من قبل الغدة النخامية وتحت المهاد، وأي اضطراب يحدث في الغدة النخامية، يمكن أن يؤثر أيضا على وظيفة الغدة الدرقية ويسبب مشاكلها.
الغدة الدرقية، كغيرها من أعضاء الجسم، هي عرضة للكثير من الأمراض التي تؤثر عليها وعلى توازن الهرمونات التي تفرزها في الجسم؛ ومن المعروف ان مشاكل الغدة الدرقية الصحية صعبة ومزعجة، فيضطر المريض الى تناول العلاجات على المدى الطويل او اللجوء الى التدخل الجراحي واستئصال الغدة الدرقية في حال لم تفلح العلاجات الدوائية، وهي الخطوة الاخيرة التي يلجأ اليها الاطباء نظرا لأهمية وجود هذه الغدة في الجسم ودورها الحيوي.