التصوير بالرنين المغناطيسي وسيلة مهمة لرصد سرطان الثدي المنتشر
يطلب الطبيب المعالج من المريضة إجراء صورة الرنين المغناطيسي (MRI) بحسب تطور الحالة وبحسب النتائج التي حصل عليها من تقنيتي الماموغرام وتقنية الموجات فوق الصوتية؛ هذا النوع من التصوير الطبي يستلزم استخدام جهاز استقبال خاص، مع حقنة من مادة خاصة لتوضيح التباين (بين المواقع المصورة)، بهدف تصوير الثديين فقط، وتعتبر هذه التقنية وسيلة مهمة لرصد سرطان الثدي المنتشر.
وهنا، لا بد من الإشارة الى ان هذا لنوع من التصوير للثديين ليس بديلا عن تصوير الثدي بالأشعة. وما إن يتم التعرف على الورم، حتى يمكن توظيف التصوير بالرنين المغناطيسي أيضا للعثور على أورام إضافية أخرى أو البت بعدم وجودها. وبهذا، يمكن لهذه الوسيلة أن تساعد في اتخاذ قرار بشأن إجراء عملية جراحية محدودة على الثدي أو إجراء جراحة لاستئصاله.
يستخدم جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (المرنان المغناطيسي) مجالا مغناطيسيا قويا ونبضات بالترددات الراديوية يعالجها نظام كومبيوتري بهدف تكوين صورة للعضو أو النسيج المدروس. ولا يستخدم الجهاز أشعة مؤيّنة (أشعة إكس). ويمكن التدقيق في الصور الرقمية التي يلتقطها، على شاشة الكومبيوتر. ومثلها مثل الصور الرقمية لأشعة إكس للثدي، يمكن خزن تلك الصور وإرسالها إلكترونيا.
ان تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي التي تم اعتمادها كفحص مساعد في تشخيص الأورام لديه خاصية بقدرته على التشخيص الجيد للثدي والأنسجة المحيطة به التي لا تظهر في الأشعة العادية، وكذلك يمكن تحديد درجة تطوّر السرطان وانتشاره، ويمكن إجراؤه لمن هنّ أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي قبل 40 عاما.
وعلى الجانب الآخر فقد يعرّض هذا الإجراء بعض النساء للقيام بعمليات لتحليل الخزعات لا لزوم لها، إلا أنه هو المناسب للنساء المعرّضات لخطر الإصابة بهذا المرض نتيجة لعوامل وراثية وما شابه، كما يحدّد الورم الأولي وحالات التضخم بالغدد الليمفاوية بالإبط، ويعد الأفضل لهؤلاء اللواتي يملكن ثديا صناعيا، أو ذا كثافة عالية، إلى جانب حساسيته للتغيرات الصغيرة وتشخيص مدى انتشار الورم، ويحدد الإجراء الجراحة المستخدمة سواء باستئصال الثدي أو الورم فقط ومتابعة الأمر بعد ذلك لتحديد مدى تراجعه.
يمكن اللجوء الى هذه التقنية لتحديد انتشار المرض او لاكتشاف الورم السرطاني في الغدد الليمفاوية تحت الإبط، ويمكن الكشف ايضا عن وجود سرطان الثدي مبكرا في حال كانت عوامل الخطورة عالية جدا، كما يمكن دراسة حالة زرع الثدي الـ Breast Implants وتقييم نسبة تجاوب المرض مع العلاجات.
اما آلية عملها، فبعد خلع الملابس وارتداء لباس المستشفى وإبعاد أي منتجات أو أجهزة معدنية يمكنها أن تتداخل مع عمل الجهاز، تدخل قسطرة في داخل الوريد في الذراع أو اليد بهدف حقن مادة تحتوي على الغادولينوم (gadolinium)، بهدف توضيح موقع الثدي على الصورة. ثم تنام المريضة على البطن ويوضع الثديان في مواقع مفتوحة مخصصة يوجد فيها ملف كهربائي خاص أو جهاز استقبال، يمكنه رصد الإشارة المغناطيسية. ثم يتم تحريك الطاولة نحو الآلة التي يوجد بداخلها المغناطيس. ويتم تزويد المريضة بسدادات للأذن، أو ربما سماعات للاستماع إلى الموسيقى خلال عملية التصوير للتقليل من صوت التقاط كل صورة. وتستغرق جلسة التصوير بالرنين المغناطيسي بين 30 و40 دقيقة.