الماموغرام أولى خطوات التشخيص والوقاية
لقد كان لحملات التوعية الوردية التي تنطلق كل عام الدور الأساس والأثر الكبير في كسر حاجز الخجل لدى النساء وحثّهن على إجراء صورة الماموغرام سنويا كونها تشكل الخطوة الأولى في طريق التوعية والوقاية من الأمراض والحصول على الرعاية الصحية الأولية اللازمة. فالأطباء يجمعون على ضرورة إجراء صورة الماموغرام على صحة السلامة نظرا لإمكانية اكتشاف أي تغير او شذوذ في الخلايا على ان يحوّل المريضة الى خطوات تشخيصية أكثر دقة.
ومع تطور تقنيات التصوير الطبي، كان لهذا الجهاز النصيب الأوفر حيث بات يتوافر اليوم ماموغرام ثلاثي الأبعاد يسهم في الكشف عن السرطان بنسبة 41 بالمائة مقارنة مع الجهاز ثنائي الأبعاد.
توصيات الجمعية الأميركية للسرطان تقول انه يجب أن تتلقى النساء في عمر 40 سنة فأكثر فحص الماموغرام سنوياً، والاستمرار على ذلك طالما كن في حال صحية جيدة، والدراسات الحديثة تعكس مدى الفائدة الحقيقية التي تشعر بها النساء تجاه هذه التقنية لإدراكهن أهميتها في الكشف المبكر، رغم وجود بعض الانزعاج منها أثناء الفحص حيث يتم الضغط على الثدي لمدة تصل الى 15 دقيقة لإجراء التصوير الإشعاعي حيث تؤخذ صورتين لكل ثدي إحداهما والأشعة السينية موجهة للثدي من الأعلى إلى الأسفل والأخرى من الجنب إلى الجنب الآخر.
تعتمد هذه التقنية على أخذ صورة الماموغرافي العادية، وبعدها مباشرة وبدون إزالة الضاغط يتم إجراء مسح شعاعي للثدي مدته 4 ثوانٍ، على ان يتم الحصول بعدها على صورة ثلاثية الأبعاد؛ تسهم هذه الصورة في إعطاء الطبيب المعالج فكرة شاملة عن الخلايا المتحوّلة او الآفة المرضية في الثدي، ومن ثَمّ سهولة الحصول على عينة منها.
فأشعة الماموغرام ثلاثية الأبعاد هي أشبه بغلاف الكتاب تكشف عن جميع صفحاته وتتجنب أيضا حدوث أخطاء في التشخيص. كما ان هذه التكنولوجيا هي في الأساس امتداد لتصوير الماموغرام الرقمي، ويمكن دمج الصور الملتقطة في صورة ثلاثية الأبعاد تساعد على رؤية المناطق الأقل وضوحاً والتي يمكن أن تخفي الأورام السرطانية.
لابد هنا من الاشارة الى ان كمية الأشعة الإضافية الناتجة عن المسح ثلاثي الأبعاد قليلة جدا، اذ ان كمية الأشعة التي تتعرض لها المريضة بالماموغرافي العادي (0.7ميلي سيفرت)، أما في صورة الأشعة ثلاثية الأبعاد فكمية الأشعة تصل فقط إلى (1 ميلي سيفرت)، وهي كمية أقل بكثير من الحدود المسموح بها دوليا للتعرض للأشعة سنويا.
وفي قراءة لصورة الماموغرام، تظهر الأشعة في الأسود والرمادي والأبيض اعتماداً على كثافة الأنسجة؛ الأنسجة الكثيفة جداً كالعظام تظهر باللون الأبيض والدهون تظهر باللون الرمادي الغامق والأورام السرطانية وبعض الأورام الحميدة وتكون أشد كثافة من الدهون، فتظهر باللون الرمادي الفاتح أو الأبيض في الصورة.
بعد انقطاع الطمث تبدأ كثافة الثدي بالتناقص ما يجعل تحليل الصورة أسهل؛ اما النساء الأكبر سناً اللواتي يستخدمن الهرمونات لتفادي مشاكل انقطاع الطمث تكون أنسجة الثدي عندهن كثيفة حتى يتوقفن عن استخدام هذه الهرمونات .
قد تظهر بعض حالات الأورام الحميدة كالأكياس والأورام الليفية في صور الأشعة كبقع دائرية أو بيضاوية بحدود متميزة.
في حال ظهور أي كتلة غير طبيعية او غير واضحة جيدا بالنسبة لطبيب الاشعة او الطبيب المعالج، فان ذلك يستدعي اعادة التصوير او الانتقال الى تقنية اخرى من التصوير تكون اكثر دقة ووضوحا.