مختبرات

تخطيط القلب الكهربائي ECG… أولى الخطوات التشخيصية 

يسجل جهاز تخطيط القلب الكهربائي ECG النشاط الكهربائي للقلب على مدى فترة من الزمن بواسطة أقطاب كهربائية توضع على الجلد.

 يتم تسجيل التغيرات الكهربائية الصغيرة التي ترسلها عضلة القلب بالإضافة الى الصورة الكهربائية لنبض القلب، حيث تسجل آلات الـECG التبدلات الكهربائية برسم خط على ورق متحرك وجميع آلات التسجيل تعمل بسرعة قياسية وتستخدم مربعات بأبعاد قياسية.

هذا الإجراء لا غنى عنه لتشخيص بعض أمراض القلب من خلال تفسير الرسم البياني الذي ينتجه مخطط كهربائية القلب ECG، بما في ذلك اضطرابات النظم والنوبة القلبية والشذوذات الأخرى في البنية القلبية.

انه فحص بسيط لا يترك آثاراً جانبيّة ويساعد بشكل كبير في معرفة سبب المشكلة الّتي يعاني منها الإنسان؛ ورغم ان هذا التخطيط لا يمكنه تحديد جميع الأمراض المتعلّقة بالقلب، إلا انه كفيل بإعطاء نتائج دقيقة في ما يتعلّق بأسباب ضربات القلب غير المنتظمة سواء كانت ضربات القلب سريعة أو بطيئة.

اما الحالات المرضية التي يمكن ان يكشفها الطبيب بواسطة هذا التخطيط، فهي حالات تضخّم عضلة القلب والذبحة الصدريّة ونوبات القلب وعدم انتظام ضربات القلب أيضاً، وهذا التخطيط يتمّ بشكل سريع، ويوضّح نشاط عضلة القلب خلال دقائق فقط، ولكن إن لم تعرف المشكلة فإنّ الطبيب يلجأ إلى عمل أكثر من تخطيط للقلب في فترات متباعدة.

ولكن، متى يلجأ طبيب القلب الى هذا الفحص؟ 

على الطبيب أولا الاستماع الى شكوى المريض لمعرفة الأعراض التي تحدث معه وعلى ضوئها يحدد آلية التشخيص؛ ومن أهم الأعراض التي تدعو الطبيب لإجراء تخطيط القلب الكهربائي:

  • الإرهاق والتعب المستمر
  •  ضيق في التنفس
  •  عدم انتظام ضربات القلب
  •  في حال وجود أكثر من مريض قلب في العائلة
  •  جلطة القلب؛ فالتخطيط يمكن أن يكشف مدى الضرر الّذي تعرّضت له عضلة القلب بعد زوال الجلطة
  • تضخّم القلب

يكشف فحص تخطيط القلب الكهربائي  (ECG)عن وجود اضطرابات في إنتاج الموجة الكهربائية وتوصيلها؛ كما ان حدوث تغييرات في تخطيط القلب قد يكون مؤشرا لوجود احتشاءات في عضلة القلب، سواء كانت حديثة او قديمة. كما قد يشير الى اضطرابات ناجمة عن خلل في مستوى الأملاح في الجسم، او حتى تسمم بالأدوية، او اضطرابات في انتظام عمل القلب.

على المرضى الذين أصيبوا سابقا بذبحة قلبية او احتشاء في عضلة القلب، وكذلك المرضى الذين تم فحصهم واتضح ان هنالك تغييرات في تخطيط القلب لديهم، ان يحملوا معهم بشكل دائم، تخطيطا للقلب. ذلك تحسبا للحاجة لإجراء مقارنة بين هذا التخطيط والتخطيط الجديد ولتحديد ما اذا كانت هذه التغييرات قديمة او حديثة.

طريقة عمل التخطيط

هناك طرق عدة لعمل تخطيط القلب، منها استخدام جهاز هولتر الذي يتكون من شاشة صغيرة يتم تثبيتها على الجسم  وتوصيلها على منطقة الصدر لمراقبة إيقاع دقات القلب ليوم كامل، وأي خلل في الدقات يظهر على الشاشة.

اما جهاز تخطيط القلب، فان مبدأ العمل هنا يقوم على وضع أقطاب على كل من الذراعين والساقين، وتوضع ستة أقطاب أخرى على منطقة الصدر فوق القلب، وتكون هذه الأقطاب موصولةً بأسلاك مرتبطة بجهاز صغير.

 تقوم هذه الأقطاب بمراقبة الشحنات الكهربائية التي تصدر عن انقباض القلب وترسلها إلى مكبّر في جهاز التخطيط، وتنتقل إلى سلك رفيع معلّق داخل مجال مغناطيسي، ويكون هذا السلك على شكل ملف، يقوم برسم التفاعل بين الموجة الكهربائيّة والمجال المغناطيسي على ورق رسم بياني.

هنا، يقوم القلب بإرسال الموجات الكهربائية من خلال منظم خاص موجود في جدار الأذين الأيمن ويسمى العقدة الجيبية الأذينية، حيث ترسل إشارات بمعدّل 60-100 نبضة (إشارة كهربائية)/دقيقة، ثم تنتقل هذه الإشارة الى الأذينين لانقباضهما وبذلك ينتقل الدم إلى البطينين ثمّ تنتقل الإشارة إلى العقدة الأذينية البطينية والتي تقع بين الأذينين والبطنيين، والتي تسبّب تدفق الدم من البطينين إلى أجزاء الجسم المختلفة.

من الطرق المستخدمة لتخطيط القلب:

  •  التخطيط عن طريق رسم القلب العادي

انها الطريقة الاكثر شيوعا لاسيما لمرضى تصلب شرايين القلب؛ هذه الطريقة تساعد الطبيب على تحديد نوعية النبض وانتظامه وعدد النبضات ورسمها على جهاز تخطيط القلب. كما يمكن ان يعرف الطبيب ما اذا كان المريض يعاني من جلطات حديثة أو قديمة أو وجود تضخم في عضلة القلب.

  •  التخطيط عن طريق رسم القلب المصاحب للمجهود :

تُستخدم هذه الطريقة لتحديد مدى كفاءة الشرايين الخارجة من القلب وقدرتها على الإمداد بكميات كافية من الدم لتشغيل عضلة القلب بشكل سليم؛ وتكون طريقة الفحص بالتأثير بشكل كبير على القلب ومعرفة مدى قدرة العضلات على تحمل المجهود عن احتياج كميات أكبر من الأوكسجين. بالاضافة الى ذلك، فان هذا الفحص يساعد الطبيب في معرفة ما اذا كان القلب يعاني من عدم انتظام في الدقات او اذا كان المريض يعاني من ارتفاع أو انخفاض في ضغط الدم عند زيادة المجهود المؤثر على القلب.

  •  التخطيط عن طريق فحص الإيكو أي الصورة التلفزيونية للقلب:

 تتعدد طرق الفحص بهذا النوع من التخطيط الى ثلاث أقسام وهي:

  1.  عن طريق الصورة التلفزيونية العادية حيث يتم وضع الجهاز مباشرة على الصدر لدراسة حجم القلب وتضخمه وفاعليته كمضخة والتأكد من عدم وجود أجسام مضرة أو ثقوب
  2. عن طريق الصورة التلفزيونية عن طريق المنظار، وهنا يتم استخدام جهاز المنظار ويكون صغير جداً بحيث لا يؤثر على الجسد ويمكن الدخول إلى الأذين الأيسر والشريان الأورطي، لكن يتعذر الفحص في حالات السمنة.
  3. عن طريق الصورة التلفزيونية مع حقن مادة منشطة للقلب لمعرفة كيف تتغير العضلات بين التقلص وعدمه عن طريق التسجيل للقلب ليوم كامل.

قراءة النتائج

للتخطيط مقاطع عدة تشير الى مستوى الاشارات الكهربائية في القلب؛ وبعد معاينة الطبيب وتحليله، بإمكانه قراءة النتائج. تشير النتائج السليمة الى نظم القلب المنتظم بوتيرة 60-100 نبض في الدقيقة؛ اما النتائج غير السليمة فهي تشير الى وجود علة ما في القلب، وتكون النتائج عندها على الشكل التالي:

  • بطء نظم القلب لأقل من 60 للدقيقة
  • تسارع نظم القلب لأكثر من 100 للدقيقة
  • عدم انتظام نظم القلب
  •  وجود تغييرات محددة في التخطيط قد تشير الى عدة أمراض وأهمها ارتفاع أو انخفاض مقطع اس تي (ST Segment Elevation/Depression) والذي يشير في معظم الحالات الى احتشاء القلب الحاد.

هناك بعض العوامل التي تؤثر في دقة النتيجة منها مثلا عدم التصاق الالكترودات بشكل جيد، التحرك خلال الاختبار، القيام بالتمارين الرياضية قبل الاختبار، القلق أو التنفس العميق خلال الاختبار.

الا انه وفي بعض الحالات المرضية، لا يثق الطبيب بنتيجة التخطيط فيطلب المزيد من الفحوصات التشخيصية، وفي الكثير من الأحيان تكون بعض التغييرات في تخطيط كهربية القلب دائمة ومعروفة بسبب وجود أمراض القلب، لهؤلاء الأشخاص من المهم الاطلاع على تخطيط سابق ومقارنة التخطيط الحالي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى