الدعم النفسي لمريضات سرطان الثدي… سر نجاح العلاج
يحظى الجانب النفسي بأهمية بالغة في مراكز معالجة سرطان الثدي لأن الحالة النفسية للمريضة تعتبر من أهم مقومات الشفاء ونجاح العلاج.
العلاج النفسي خلال مراحل علاج سرطان الثدي يتم عن طريق متخصصين في هذا المجال يسهم الى حد كبير في تحسن الحالة المرضية عن طريق مساعدة المريضة في تقبّل المرض والتأقلم مع التغيرات التي سترافقها سواء التغيرات الجسمانية او النفسية او التغيرات في حياتها اليومية.
مريضة سرطان الثدي تمر بمراحل نفسية عديدة تبدأ بتلقيها صدمة خبر إصابتها بالسرطان وتمر بمراحل العلاج وآثاره الجانبية ولا تنتهي بشفائها من المرض لأنه ينبغي عليها المواظبة على بعض الأدوية والمراجعة الدورية بين الحين والآخر للتأكد من عدم ظهور المرض من جديد على الأقل في السنوات الخمس الأولى من إنهائها لرحلة العلاج.
فعلى الرغم من التطورات المذهلة التي سجلها الطب على مستوى علاجات سرطان الثدي وآليات الكشف المبكر، لا يختلف اثنان على ان معرفة المرأة بإصابتها بسرطان الثدي يمثل صدمة كبيرة بالنسبة لها وكذلك للمحيطين بها من عائلة وأصدقاء وغيرهم.
لكن لابد هنا من التركيز على أهمية توفير الدعم النفسي اللازم للمريض لما له من دور مهم وفعال للغاية في نسبة شفاء المريضة.
هذا الدعم النفسي إذا ما ترافق مع بروتوكولات العلاج الحديثة من علاجات وترميم وغيرها، يسهم بنسبة عالية جدا في إمكانية تغلب المرأة على مرضها والعيش بمأمن من براثن المرض وسر نجاح المرأة في تحويل الطاقة السلبية الى ايجابية حيث تتحدث الدراسات هنا عن أهمية الجانب النفسي ودوره في تقوية الجهاز المناعي لمحاربة الورم الخبيث.
الدراسات الحديثة في العقد الأخير انصبّت في إطار الربط بين الجانب النفسي ودوره في تحقيق نسبة عالية من شفاء مرضى السرطان من خلال رفع الروح المعنوية لديهم بعد ان توصل الطب الحديث الى ان السيطرة على المرض لا يقتصر فقط على العلاجات الحديثة بل ان للدعم النفسي دور مهم في رفع نسبة الشفاء والتعافي من المرض حيث ان للحالة النفسية تأثير كبير على الجهاز المناعي ليقوى ويقاوم المرض.
فالصدمات النفسية والحياة المملة واليائسة على مدى طويل له تشكل سببا في ظهور الورم، حيث يضعف الجهاز المناعي فيكون من السهل ظهور الورم؛ من هنا، فان نتائج العلاج تختلف بين امرأة وأخرى كل بحسب الدعم النفسي الذي تحظى به من الزوج والأبناء والعائلة والأصدقاء.
فكلما كان الدعم النفسي كبيرا كلما ارتفعت نسبة مقاومتها للمرض من خلال تقوية الجهاز المناعي لديها فيكون تجاوبها مع بروتوكول العلاج الخاص بحالتها أكبر من غيرها.
هذه المساعدة النفسية تساعد المريضة في التغلب على التوتر الذي تشعر به، فتتغلب على الخوف الذي ينتابها لان فريق الدعم النفسي قدم لها الشرح اللازم لطبيعة المرض ما ستمر به. وبحسب الأرقام، فإن ما نسبته من 30 إلى 40% من الاستقرار النفسي لمرضى الأورام ينعكس ايجابياً على تحسن حالتهم الصحية، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الحالة النفسية للمريض من أهم مقومات شفائه ونجاح علاجه.
دور الأسرة والأصدقاء
أما دور الأسرة والأصدقاء، فلا يقل أهمية عن الدعم النفسي الذي تحظى به المريضة في المستشفى، لا انه أساسي ومكمّل له لان المريضة تمضي وقتها مع العائلة فيتوجب عليهم التعرف على ما ستمر به المريضة من تغيرات وتقديم العون والدعم النفسي لها.
على الأفراد المحيطين بالمريضة ان يكونوا أولا على استعداد لتقبل التغيرات التي تحدث لها سواء التغيرات الجسمانية أو المزاجية، ما قد يتسبب العلاج في جعلها عصبية ومجهدة طوال الوقت.
هنا، يتوجب عليهم تشجيعها على ممارسة الرياضة الخفيفة لما لها من تأثير ايجابي على الحالة النفسية و الصحية. ومن الضروري تخفيف الأعباء عنها، حيث يمكن أن تشارك الأسرة في تجهيز الطعام وتولي العناية بالأبناء إذا كانوا صغاراً.
ينبغي أيضا مساعدة المريضة على الإسترخاء وتقبل الواقع وطمأنتها أن مرضها لن يؤثر على حب من حولها وخصوصاً الزوج الذي يجب ان يسعى الى تهدئة مخاوفها وتشجيعها على تلقي العلاج و مساعدتها في تحمل أعراضه الجانبية.