هل يمكن الحمل في حال الإصابة بمرض الذئبة الحمراء؟
هو مرض مناعيّ مزمن يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم وأنسجته، فيؤدي إلى حدوث التهابات في أعضاء الجسم المختلفة.
ورغم أن بدايته غالباً ما تكون على الجلد حيث يتميز بظهور طفح جلدي أحمر اللون على الوجه يأخذ شكل الفراشة، إلا أن آثاره الصحية تطال أعضاء عدة في الجسم بما في ذلك المفاصل والكلى والرئة وربما الجهاز العصبي والدماغ في الحالات المتقدمة.
ينتشر هذا المرض بين النساء في عمر الخصوبة ومن بين عشر نساء قد يصيب الذئبة الحمراء رجل واحد. في الواقع، لا يُعرف السبب وراء مرض الذئبة الحمراء ولكن يعتقد العلماء أن هناك عوامل وراثية وبيئية قد تكون ذات صلة.
هل يمكن الحمل في حال الإصابة بمرض الذئبة الحمراء؟
يجب أن يكون المرض في حالة خمول لمدة ستة أشهر على الأقل قبل الحمل، ما يستدعي التخطيط المسبق لكي تكون فترة الحمل أكثر أماناً للأم والجنين.
كما أن مرض الذئبة الحمراء لا يقلل من فرص المرأة في الحمل، ولكن جميع حالات الحمل مع الإصابة بالذئبة هي حالات عالية المخاطر لذلك فإنه في حال عدم اتباع التعليمات والنصائح والمتابعة الدقيقة، تكون الحامل أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة، تؤثر على عملية الإنجاب بشكل أو آخر، كما أنها تؤثر أيضا على الجنين.
لذلك، قبل التفكير في الحمل يجب إستشارة طبيب الروماتيزم المتخصص في علاج الذئبة الحمراء، حيث أنه من المهم التخطيط للحمل خلال فترة خمول المرض وليس خلال فترة نشاطه حيث يزيد خطر المضاعفات وكذلك يجب استشارة طبيب نساء وتوليد وطبيب قلب للأطفال ليتم مناقشة الإجراءات اللازمة قبل الحمل وإجراء الفحوصات السريرية والتحاليل والأشعة.
كيف يكون العلاج خلال الحمل؟
تتساءل المرأة الحامل عن إمكانية تناول العلاج خلال فترة الحمل، وهو ما يحدده الطبيب بعد تحديد المخاطر بحسب الحالة مع ضرورة إعلامه بكل ما تتناوله من أدوية.
فإذا كانت المريضة تتناول دواء هيدروكسي كلوروكوين، يوصى بشدة بالاستمرار في تناوله أثناء الحمل؛ أما إذا كانت لا تتناوله، ينصحها الطبيب بالبدء به إذا لم يكن هناك موانع واضحة وذلك للسيطرة على نشاط المرض. قد يصف الطبيب الأسبرين كجرعة منخفضة بدءًا من الأشهر الثلاثة الأولى، ويقوم أيضا بتعديل أدوية علاج الذئبة بما يتوافق مع الحمل.
من الضروري أن تقوم الحامل بزيارات متكررة لمراقبة الحمل ونمو الجنين خصوصاً أن حوالى 25 بالمئة من المريضات اللواتي يعانين من الذئبة الحمراء معرضات للولادة المبكرة، فضلاً عن خطر التعرض لتسمم الحمل وهو ما يستدعي التدخل العاجل.
على الحامل أن تحصل على قسط وافر من الراحة خلال أشهر الحمل مع الحرص على عدم زيادة الوزن وتناول غذاء صحي ومتوازن.